بيانات

  04-04-2022

في مواجهة الأزمة الاقتصادية الحالية… المسكنات وحدها لا تكفي

تشهد مصر الآن موجة غلاء أسعار عاتية، ستفضي إلى مزيد من افقار الطبقات الفقيرة و تدفع بالشرائح الدنيا و الوسطى من الطبقات الوسطى إلى مهاوي الفقر و العوز .
يدرك الحزب المصري الديموقراطي الاجتماعي أن هذه الموجة التضخمية المصحوبة بالركود لها أبعاد عالمية تعود في جانب مهم منها إلى تداخل أكثر من سبب، أهمهم تعافي الاقتصاد العالمي عقب أزمة كورونا، و ما ترتب عَلى ذلك من ارتفاع الطلب و ارتفاع اسعار النفط .. إلى آخر ما صاحب ذلك من تداعيات، بالإضافة إلى الحرب الروسية الاوكرانية و ما تشكله من آثار مباشرة و غير مباشرة على الاقتصاد المصري. لكن الحزب يدرك أيضاً أن التأثير الكبير لهذه الأزمات على الاقتصاد المصري بالمقارنة بإقتصاديات أخرى يرتبط بضعف و هشاشة البنية الاقتصادية ووجود خلل واضح في الهيكل الاقتصادي ، ويزداد ذلك في ظل تزايد الاعتماد على الاقتراض و التوسع غير المحسوب في مشروعات ليس لها عائد ملموس عَلى المدى القصير و المتوسط، و عدم القدرة عَلى جذب الاستثمارات الاجنبية …الخ.
و لذلك فإن صندوق النقد الدولي كان يطلب من المسؤولين في مصر خفض قيمة الجنيه كشرط لاستمرار دعمه للاقتصاد المصري قبل احتدام الأزمات الأخيرة .
لقد طلب حزبنا على لسان أ.محمود سامي، رئيس الهيئة البرلمانية للحزب بمجلس الشيوخ في ديسمبر الماضي تشكيل لجنة وزارية سريعاً لمواجهة موجة التضخم المتوقعة ومايمكن أن يعقبها من ارتفاع أسعار السلع، وكان يمكن تدارك جانب كبير من التداعيات التي تحدث الآن لو كنا قد اتخذنا إجراءات سريعة وتدريجية بدلاً من ترك الامور تتفاقم إلى حد الصدمة، بالذات وانه من العلوم أن المحاولات الرامية لتوفير الدولار لسداد قسط الديون الربع سنوى المستحق لم تنجح مما أدى إلى اضطرار الدولة لعرض بيع بعض الاستثمارات المالية الواعدة لدعم الاحتياطي الدولاري، وهو أمر قابل للتكرار ويمثل خطر داهم .
لقد أعلنت الحكومة عن حزمة من الإجراءات لمواجهة هذه الموجة التضخمية تتعلق بزيادة مخصصات الدعم الاجتماعي و رفع الأجور و محاولة السيطرة على الأسعار و توجيه رجال الأعمال إلى الإحسان و العمل الخيري .. الخ و إجمالاً يمكننا القول أن معظم هذه الاجراءات في حد ذاتها إيجابية و قد تنجح في التخفيف الجزئي من حدة التأثيرات السلبية، و بصفة عامة نحن نطالب بمزيد من هذه الاجراءات العاجلة من خلال توفير زيادة أكبر لمخصصات الدعم الاجتماعي و رفع الاجور بنسبة اعلى ..الخ.
و في نفس الوقت يشدد الحزب على أن مثل هذه الاجراءات هي عبارة عن مسكنات لأزمة تعيد انتاج نفسها و تنفجر كل بضعة سنوات و أن علاج هذه الأزمة يحتاج إلى إعادة النظر في كل استراتيجيات التنمية الاقتصادية المعمول بها الآن، بدءاً من إعادة تحديد أولويات و سياسات الانفاق الحكومي، و انتهاءً بوضع تصور شامل للتنمية يبدأ من تحديد أهداف محددة و يؤكد على ضرورة التعاون بين القطاعات الاقتصادية الثلاث: الحكومي و الخاص و التعاوني، مروراً بتوفير مستوى مناسب من الاستقرار السياسي و الاجتماعي و الإداري يسمح بجذب الاستثمارات الأجنبية .
إن التفكير في وضع مثل هذه الاستراتيجية يبدأ من الاقرار بأن هناك خلل في الهيكل الاقتصادي و أزمة بنيوية تعيد انتاج نفسها و من ثم يدعو الحزب المصري الديموقراطي الاجتماعي إلى حوار مجتمعي واسع حول هذه الأزمة و سبل الخروج منها، و يناشد الحزب الرئيس عبد الفتاح السيسي أن يتولى بنفسه، كتتويج لهذا الحوار المنشود، الدعوة لعقد مؤتمر اقتصادي موسع تدلي فيه الأحزاب و القوى السياسية بدلوها في هذه الأزمة و سبل الخروج منها .
المصري الديمقراطي الاجتماعي
28 مارس 2022

كل الحقوق محفوظة © 2021 - الحزب المصري الديمقراطي الإجتماعي

تطوير وإدارة الموقع: مؤسسة سوا فور لخدمات مواقع الويب وتطبيقات الموبايل.