بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية تم فتح باب المفاوضات بين مصر والاحتلال الإنجليزي حول جلاء البريطانيين عن مصر، فقدمت الحكومة المصرية مذكرة للسفير البريطاني تطلب منه بدء المفاوضات لإجلاء القوات البريطانية عن مصــر، لكن بريطانيا ظلت متمسكة بمعاهدة 1936 التي أعطت مصر استقلالًا منقوصًا، مما أشعل مظاهرات الطلاب مطالبة بالجلاء وقطع المفاوضات.

في 9 فبراير 1946، عقدت اللجنة التنفيذية العليا للطلبة بجامعة فؤاد الأول، مؤتمرًا لمناقشة حال البلاد تحت الاحتلال، شارك فيه الكثير من طلاب المعاهد والمدارس، وهاجم المؤتمر مبدأ الدفاع المشترك مع بريطانيا واعتبر المفاوضات من أعمال الخيانة التي يجب وقفها، وطالب الحاضرون بإلغاء معاهدة 1936، واتفاقية 1899 الخاصة بالسودان، وضرورة جلاء القوات البريطانية فورًا.

خرجت من الجامعة أضخم مظاهرة عرفت منذ قيام الحرب العالمية الثانية متجهة إلى كوبرى عباس، فحاصرتها قوات البوليس من الجانبين بأوامر من الانجليز، وفتحت الكوبري عليها، وكانت تلك الأحداث بداية لسلسلة من المظاهرات والاحتجاجات التى عمت مصر كلها، والتى توجت بالإضراب العام فى 21 فبراير.

قتل في تلك الأحداث أكثر من ٢٣ شهيد في مختلف محافظات مصر، وكان من آثار تلك الانتفاضة أن أعلن رئيس وزراء بريطانيا عزم قوات الاحتلال الانسحاب من القاهرة والدلتا وتمركزها بالقاعدة البريطانية في منطقة قناة السويس، وتم تخصيص هذا اليوم للاحتفال بالطالب المصري.