مقالات

  04-12-2023

معًا للتغيير

منذ حركة الضباط الأحرار لم يكن لدينا انتخابات رئاسية بشكل حقيقى، بل كانت مجرد استفتاءات، وصولا الى عام 2005  وإحداث اول انتخابات حتى وان كانت غير نزيهة، لكن ان ينافس احد رأس السلطة هو حدث فارق وجديد على الشعب المصرى، عندما ترشح ايمن نور ضد مبارك وماحدث لأيمن نور بعد الانتخابات من تنكيل.

جاءت ثورة 25 يناير وحلم التغيير يرواد الجميع، وكانت الإنتخابات الرئاسية تسابق فيها 13 مرشح وانتهت بفوز مرشح الإخوان.

والمرة الثالثة كانت بين السيسى وحمدين صباحى وكان الاول فى ذروة شعبيتة واكتسح الإنتخابات، وجاء حمدين فى المركز الثالث بعد الأصوات الباطلة.

الانتخابات الرابعة برغم وجود مرشح وحيد ضد السيسى لكنها غير تنافسية، ولم يظهر المرشح ضد السلطة ويقدم أى رؤية، واعتبره البعض محلل للعملية الانتخابية.

وتلك هى المرة الخامسة ويتسابق فيها اربعة مرشحين، المرشح عبدالفتاح السيسى الرئيس الحالى، وم/ فريد زهران رئيس الحزب الديمقراطى، د/عبدالسند يمامة رئيس حزب الوفد، وم /حازم عمر رئيس حزب الشعب الجمهورى.

وبرغم قصر المدة المحددة  للدعاية الإنتخابية، وأحداث الحرب الإسرائيلية على غزة، واصل المرشحون دعايتهم الإنتخابية.

وهنا لن اتطرق إلى المرشحين الأخريين، بل سيكون محور حديثى هو مرشحنا فريد زهران، والذى قرر حزب العدل عبر هيئتة العليا ومكتبه السياسى التشاور والاجتماع والوصول لقرار دعمه فى الانتخابات الرئاسية.

وكان قرار الدعم ايمانا منا بضرورة التغيير، والتعبير عن قناعتنا ورؤيتنا التى تتوافق مع رؤية المصرى الديمقراطى، والتى تبلورت فى البرنامج الانتخابى، وعبر المشاركة الكاملة فى الحملة الرئاسية .

وهنا اتطرق لنقطة هامة وهو ما يمثلة فريد زهران من رحلة نضال وكفاح، مبادىء ثابتة تحمل هموم الشارع المصرى منذ مطلع شبابه، فتاريخه السياسى حافل بالكثير من المواقف المشرفة،  فى ثورة يناير، وما تلاها من أحداث كان طرفا أصيلا فيها وصولا الى 30 يونيو، وحتى هذه اللحظة يحمل بين جنباته حلم الدولة المصرية المدنية الديمقراطية الحديثة.

 فريد زهران الذى دائما يبحث عن بصيص أمل ولم يرفض اى لقاء تم دعوته فية من الدولة، اعتبر ان دخوله معترك السباق الرئاسى فرصة للمعارضة المصرية الوطنية، التى استطاعت برغم اختلاف أيدلوجياتها ان تتفق وتخرج وثيقة أفق الخروج، وتشارك فى الحوار الوطنى بكل لجانة وتعرب عن رؤيتها لكل محاور النقاش كما صاغتها فى وثيقة أفق الخروج.

لم يكن الطريق كما أراده زهران، وذهبت بعض احزاب الحركة المدنية لدعم طنطاوى فى جمع توكيلات الترشح، بل حاولت جميلة اسماعيل رئيسة حزب الدستور دخول المعترك الإنتخابى، وانتهى المشهد بعد اقرار اللجنة العليا للانتخابات بدخول زهران بعد ان جمع التأييدات القانونية للترشح من أعضاء مجلس النواب، دخول السباق ومعه حزب العدل فقط.

 وكان يجب على الحركة المدنية وقتها لملمة خلافاتها والوقوف مع زهران أولا بصفته عضو مؤسس فى الحركة المدنية، وينتمى لفريق المعارضة المصرية، وشريك أساسى ورئيسى عبر مشاركة أعضاء حزبه فى كل لجان الحركة المدنية، وانه المرشح الوحيد المحسوب على المعارضة التى ينتمى اليها، لكنهم وبكل أسف رفعوا أيديهم عن دعمه بل وأعلنوا مقاطعتهم للإنتخابات.

ودخل زهران السباق بدعم من حزب العدل وتشاركا معا الحملة الإنتخابية كاملة، تحت شعار معا للتغيير، ودعم حزب الإصلاح والتنمية وبعض الشخصيات من الحركة المدنية والسياسية المصرية وكثير من الشباب الحالم بالتغيير.

استطاع زهران فى الفترة القصيرة للإنتخاب أن يعلن عن نفسه وبرنامجه المكتوب بعناية شديدة وواقعية بعيدا عن الشعارات وعقد عدة مؤتمرات انتخابية حاشدة فى اسيوط وسوهاج والمنيا واسوان والاقصر والفيوم والمنوفية والغربية.

وعرفه الشعب من خلال أحاديثه ولقاءاته المتعددة، وأيقنوا أنه دخل المعترك بشكل حقيقى، كاسرًا كل المزاعم بأنه تم دفعة للترشح، وأن الانتخابات مسرحية.

كانت مواقفة ونقده البناء، وصراحتة المطلقة التى عبر بها عن رؤية حملته الانتخابية جديرة بالاحترام، ليقدم نموذجًا حقيقيًا للمعارضة ، وليرفع شعار التغيير من أجل العيش الكريم والحرية والكرامة الإنسانية.

الجدير بالذكر هو التغيير الواضح فى قناعات المواطنيين بعد ان سمعوا كلام من داخل جنباتهم ، فكان صوتهم وقت ان خفتت كل الأصوات، وكان لسانهم بعد صمت الجميع، ليقدم نموذجًا لمرشح رئاسى حقيقى ينافس بكل شراسة بهدف إحداث حراكًا حقيقيًا نحو التحول الديمقراطى الذي يبدأ من هنا، معلنًا بداية الخطوات نحو التغيير.

ومثل زهران عبر برنامجه الإنتخابى رؤية جديدة وقابلة للتطبيق للخروج من النفق المظلم، والوضع الإقتصادى المتردى، وحالة الغلاء الفاحش التى يعانى منها المواطن بشكل حقيقى، كما انه اعلن المشكلة وطرح الحل ليثبت انه ينتقد من أرضية وطنية مخلصة، وان الهدف هو صالح الوطن والمواطنيين.

الذين يلومون زهران على دخوله السباق الرئاسى، لم يعلموا انه لم يدخل كومبارس كالبعض، وانما عليهم ان يراجعوا مواقفه ونضاله السياسى حتى قبل الترشح، فحسن سمعة فريد زهران واتساقه مع مبادئه ورؤيته الفكرية وطرحه لبرنامجه الإنتخابى دليل قوى على انه منافس حقيقي.

 استطاع استغلال هامش الحرية الصغير سواء هو شخصيا أواعضاء حملته واللجنة الإستشارية للحملة فى طرح كل الأفكار بكل صدق وبدون تجريح، و ان هذا النظام يجر الوطن الى الخلف، وكانت رسالته: إذا أردتم الاستمرار فى هذا الوضع الصعب فعليكم اختياره، وان أردتم التغيير فعليكم العمل تحت مظلتنا معا للتغيير .

ويرى زهران أن سبب تدهور الوضع هو خطأ فى السياسة، وعدم تحديد الأولويات، فعندما تغيب عن الحكومة الرؤية الصحيحة لتحديد الأولويات تقع الكارثة، تقديم المونوريل على الصحة خطأ جسيم فى حق الشعب.

تفضيل العاصمة الإدارية على الاهتمام بالصناعة والصناعات الصغيرة ضرر بالغ بمقدرات الوطن.

فريد زهران بصفته رئيس حزب سياسى، يعلم جيدا دور الحزب وانه يكون لسان حال المواطنيين، ولابد أن يصل صوتهم للسلطة الحاكمة، لذلك يجب نقل همومهم واحلامهم.

لذا سأوجز بعضًا من رؤيته إيمانا مني بما يقول وأ على لسانه ما نريد تحقيقه:  

سأحافظ على دولة المؤسسات وسأكون حكم بين السلطات الثلاثة، لن أكون رئيس المجلس الأعلى للقضاء

سأفرج عن كل معتقلى الرأى مالم تثبت فى حقهم أى تهم بممارسة العنف ضد الدولة المصرية.

سأوفر حرية العمل للأحزاب ومنظمات المجتمع المدنى والنقابات للقيام بدورها فى تنمية المجتمع فهي كيانات شرعية تعمل للحفاظ على الدولة المصرية ورعاية المصريين وتعمل طبقا للقانون والدستور، ولن يتم حل أي منها إلا بحكم قضائى .

سنتوسع فى الرقمنة والتحول الرقمى وسنطبق اللامركزية والحوكمة الرشيدة فى مكافحة الفساد فى المحليات وسنبدأ فى اجراء انتخابات المجالس المحلية والشعبية .

سنعيد لمصر دورها القيادى فى المنطقة وستكون مصر رأس حربة فى حل كل النزاعات بين دول الجوار ونعزز دورها فى افريقيا وكل دول العالم، مصر كبيرة والكبير يستحق ان يكون قائد للمنطقة .

سحدد دور الدولة فى الاقتصاد  بحيث تكون الدولة منظم للسوق ولا تزاحم القطاع الخاص .

 سندعم القطاع الخاص ونمنع العمليات الإحتكارية وندعم التنافسية بحيث يكون عندنا اقتصاد يوفر فرص عمل وعملة صعبة ويخلق حياة جديدة.

وسنقوم بتحديد أولويات الإستثمار وجذب استثمارات جديدة وإصدار التشريعات اللازمة لخلق بيئة جاذبة  .

وسنشجع الصناعة بتوفير الدعم الفنى والتمويلى والتسويقى وتقديم حوافر للمصنعين وازالة كل المعوقات التى تعوق القطاع الصناعى فهناك 16 جهة فقط تبع وزارة الصناعة، غير جهات اخرى كلها بيروقراطية وروتين مثل الادارة المحلية وهيئة تنمية الصناعة والهيئة العامة للاستثمار.

نتعهد بالعمل على حل مشاكل المصانع المتعثرة و المغلقة لتوفير فرص عمل، وتنشيط السوق.         

 وسنعمل على توفير الدعم الكامل  للمشروعات الصغيرة بإعادة هيكلة جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة،  ولن يقتصر دورها على تقديم التمويل بل يجب تطوير الهيكل الادارى والتسويقي لتلك المشروعات، وتوفير مستلزمات الإنتاج لهم حتى نشجعهم على زيادة خطتهم الانتاجية وزيادة حجم أعمالهم .

سندعم أهالينا من الفلاحين عبر حل كل مشاكلهم وسنعمل على توسيع الرقعة الزراعية لأن أمننا الغذائى سيأتى من دعم القطاع الزراعى وقطاع الثروة الحيوانية والسمكية  وهذا أمن قومى وأولوية قصوى لدعم تلك القطاعات الحيوية.

سنعيد جدولة المشروعات الضخمة وطويلة الأجل والتى بها مكون دولارى ودراسة حالة كل مشروع على حدة لاتخاذ قرار بشأنه بشكل منفصل لتجنب مزيد من الإضرار بالاقتصاد .

سنوحد الموازنة العاملة للدولة ونعيد هيكلة المؤسسات والهيئات مع خصخصة الهيئات التى لا مبرر لها بحيث تخضع الموازنة كاملة للرقابة البرلمانية .

سنعمل على خفض الإنفاق الحكومى البذخى ونضع خطة تقشف مالى للمرافق والوزارات والانشطة الحكومية غير الضرورية مما يوفر اموال للإنفاق على التعليم والصحة وغيرها من برامج الحماية المجتمعية.

الاهتمام بالقطاع السياحى فمصر تمتلك كل المقومات على ان تكون المقصد الاول فى العالم ولديها كل انواع السياحة ولكن للاسف الشديد لم نستطع ان نستفيد من كل تلك الهبات الإلهية وسنسعى للنهوض بالقطاع لانة مورد مهم للعملة الصعبة ويستوعب عمالة كثيفة وينهض بالصناعة لاننا سنسعى لتوطين الصناعات القائمة على صناعة السياحة.

سنسعى لتثبيت العمالة المؤقتة فى الجهاز الادارى للدولة ورفع الحد الأدنى للاجور وتعديل قانون ضريبة الدخل

سنعمل على تطوير برامج الحماية المجتمعية وندعم السلع الغذائية، وسنقوم بزيادة مخصصات تكافل وكرامة، واقرار حد ادنى للمعاشات يرتبط بالحد الأدنى للأجور .

سنستثمر أموال المعاشات ونسعى لتحقيق التمكين الاجتماعى للفئات الأكثر احتياجا الذين تضرروا من إجراءات الاصلاح الاقتصادى و الازمات مع دعم سكان المناطق النائية والبعيدة .

سنلتزم برفع نسب الانفاق على الصحة طبقا لما قرره الدستور وتوفير المخصصات المالية لذلك من اجل تطوير المنظومة الصحية وضمان تغطية صحية شاملة لجميع المصريين ، مع تحسين الظروف الاقتصادية والإجتماعية للأطقم الطبية لأنهم الركيزة الاساسية للتطوير والنهوض بالقطاع،  للحد من هجرتهم خارج البلاد من تدنى اوضاعهم .

لدينا ملف كامل ومتكامل وواقعى يقدم الحلول لكل المشاكل التى تواجه ملفات الصحة والأسرة والتعليم والمجتمع المدنى والشباب والبيئة والعدالة الاجتماعية، فأرجو من كل شعبنا الإطلاع على البرنامج بشكل كامل فى محاوره الثلاثة السياسي والاقتصادي والاجتماعي ليكون لديكم رؤية واضحة حول برنامجنا الرئاسى ولتعلموا أن السيد فريد زهران لديه برنامج كامل للنهوض بمصرنا الحبيبة.

لن تنهض مصر الا بتضافر جهود كل أبنائها المخلصين .

أدعوكم جميعًا، إذا أردتم تغيير الأوضاع الحالية والذهاب للمستقبل أن تكون الشمس اختياركم ويكون رقم 2 هو هدف من اجل ان نكون معا للتغيير .

معًا للتغيير هو اختيار من اجل مصر فتية قوية ناهضة.

وفقنا الله لخير مصرنا ورفعتها ونهضتها .

عبدالغنى الحايس

مساعد رئيس حزب العدل للاتصال السياسي.

عضو المكتب السياسي

كل الحقوق محفوظة © 2021 - الحزب المصري الديمقراطي الإجتماعي

تطوير وإدارة الموقع: مؤسسة سوا فور لخدمات مواقع الويب وتطبيقات الموبايل.