11-09-2025
مع أن الكثيرين على الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني يتمنون نهاية سعيدة لاقتراح ترامب، فإن الشروط المعروفة للطرفين الرئيسيين، نتنياهو وحماس، في شأن وقف الحرب، لا تبشر بالكثير مما يمكن إنجازه، إلا إذا تغير الموقف العربي والدولي تغيرا جوهريا، يؤدي إلى فرض صيغة لهدنة مستقرة بضمانات دولية، تجري خلالها مفاوضات متوازنة. وسيكون كل من نتنياهو وترامب، تحت ضغوط داخلية وخارجية أكبر بمرور الوقت، خصوصا مع أخذ الانتخابات في الاعتبار، وعجز إسرائيل عن حسم حرب غزة، بينما تقترب من عامها الثالث بعد أقل من شهر. ويشترط نتنياهو لإنهاء حرب غزة خمسة شروط رئيسية، في إطار اتفاق شامل هو الإفراج عن جميع الرهائن، وتجريد المقاومة من السلاح، وأن تكون غزة منزوعة السلاح تماما، وأن تحتفظ إسرائيل بالسيطرة الأمنية على قطاع غزة بأكمله، وأن يتولى إدارة القطاع كيان مستقل عن حماس والسلطة الفلسطينية. أما حماس وفصائل المقاومة الأخرى في غزة فقد أعلنت أنها «ترحب بأي خطوة تدعم جهود وقف العدوان على شعبنا». وأعربت عن «استعدادها الفوري للجلوس إلى طاولة المفاوضات» لمناقشة إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل ما وصفته بـ»التزام إسرائيلي واضح بإنهاء الحرب». ويشمل ذلك الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة وتشكيل لجنة فلسطينية مستقلة لإدارة القطاع. وأكدت حماس أن أي اتفاق يجب أن يتضمن «التزاما علنيا وصريحا» من إسرائيل، بضمان عدم التراجع عن الاتفاق أو تجاهله لاحقا. الأهم من ذلك كله هو أن تتضمن شروط الصفقة إنهاء الحصار، وحرية دخول المساعدات الإنسانية بواسطة منظمات الأمم المتحدة، وليس تحت إشراف الجيش الإسرائيلي، ووقف تعذيب وتجويع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. كذلك من المهم التلويح بورقة التعويضات عن الدمار الشامل في غزة. يجب أن تتحمل إسرائيل وليس أي طرف آخر مسؤولية دفع تعويضات عما ارتكبته من فظائع مادية وإنسانية في غزة.
كل الحقوق محفوظة © 2021 - الحزب المصري الديمقراطي الإجتماعي
تطوير وإدارة الموقع: مؤسسة سوا فور لخدمات مواقع الويب وتطبيقات الموبايل.