مقالات

  16-07-2025

تعالوا إلي كلمة سواء

لا شك أننا نعيش هذه الأيام لحظة فارقة في تاريخ العمل السياسي ، في ظل ظروف محلية وإقليمية وعالمية بالغة التعقيد شديدة الخطورة ، لحظة تستدعي وقفة صدق مع النفس ، ومصارحة مع الكثير من أبناء هذا الوطن وبعض قواه السياسية الذين يرون أن المشهد في الانتخابات البرلمانية المقبلة عبثي ، علي سند من القول بأن التنافس فيها غير عادل ، وأن نتائجها محسومة سلفاً ، وأن المجال العام موصد أمام الجميع .

وعلي الرغم من التسليم بما يتبادر في أذهان هؤلاء بأن المقاطعة قد تبدو خياراً مبدئياً يتعين اتباعه علي الأقل من أحزاب المعارضة ، لكن واقع الحال يكشف - بما لا ريب فيه - أن هذه المقاطعة التي قد تبدو منطقية لديهم تُفْرِغَ العمل السياسي من مضمونه وتفتح الباب علي مصراعيه وتترك المجال لمن لا يمثل تطلعات وطموح أبناء هذا الوطن من جهة ، ولن تجبر السلطة حينها علي التراجع ، ولن تُصلح الحياة السياسية أو النيابية من جهة أخري ، بل إنها ستساهم في ترسيخ الأمر الواقع ، وتعطي شرعية لمن يستحوذ علي المشهد دون منازع .

ومن ثم فإن الواجب الوطني والمسئولية السياسية تحتم علي الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي وغيره من أحزاب المعارضة وسائر أطياف المجتمع ، ضرورة المشاركة ، المشاركة لا لتجميل المشهد حسبما يحلو للبعض ترديده ، بل لكشف اختلالاته ولانتزاع مساحة مستحقة للتعبير الحر ، وموقعاً لصوت وطني حقيقي ، حتي وإن اختلفنا في الرؤي والأيدولوجيات مع الأحزاب المشاركة ، فيمكننا - علي الاقل - أن نتفق علي حدود دنيا جامعة من احترام الدستور وحماية الحريات ، والسعي لإقامة دولة مدنية ديمقراطية حديثة تحترم حقوق الإنسان ، ولا شك أن ذلك لن يتحقق في ظل الظروف التي نعيشها إلا بالمشاركة ضمن تحالف انتخابي واسع عابر للاصطفافات التقليدية ، يجمع كل من يسعي ويريد لهذا الوطن انتقالاً حقيقياً نحو مستقبل أفضل ، حتي ولو اعتبرناه ائتلاف الضرورة التي قد يغير الحسابات ويكسر الرتابة والجمود .

وأخيراً .. فما من شك أن هناك الكثير ممن تعب وزهد ، وممن فقد الثقة في جدوي الصناديق ، لكن لا مرية في أن الجميع لا يملك رفاهية المقاطعة أو الغياب .. فالتاريخ لا ينتظر المترددين ولا يرحم المنسحبين .

حسني سبالة

رئيس لجنة الانضباط وعضو الهيئة العليا بالحزب

كل الحقوق محفوظة © 2021 - الحزب المصري الديمقراطي الإجتماعي

تطوير وإدارة الموقع: مؤسسة سوا فور لخدمات مواقع الويب وتطبيقات الموبايل.