02-08-2025
يعانى الكثير من الشباب في قرى محافظات مصر من قلة فرص العمل والظروف الاقتصادية المتردية، ما يدفعهم للانخراط في شبكات التهريب التي تعدهم بحياة أفضل في أوروبا، حيث يقوم المهربون باستهداف الشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعى بوعدهم بأنهم لن يعانوا من الماء والعبور سيكون شبه مضمون.
ورغم أن مصر شددت من موانع الرحلات من شواطئها منذ عام 2016، إلا أن الهجرة لم تتوقف، بل تحولت المسارات بشكل رئيسى الى ليبيا، حيث ينتظر المهاجرون أياما أو أسابيع قبل الرحلة البحرية عبر البحر المتوسط، ومؤخرا لقى 13 مصريا مصرعهم غرقا قبالة السواحل الليبية حيث كانوا في طريقهم لليونان وغالبيتهم من محافظة المنيا.
ووفقا لمنظمة الهجرة الدولية فقد سجلت وصول 13.639 مصريا في عام 2023، حيث كان المصريين أحد أبرز الجنسيات ضمن اللاجئين المبحرين، في حين بلغ عددهم 8.250 في عام 2024.
وتلعب المنظمات الدولية مع مصر دورا بارزا في التعامل مع قضية الهجرة غير الشرعية عبر البحر الى أوروبا، سواء في مجال انقاذ الأرواح أو الحد من الظاهرة أو إعادة دمج المهاجرين.
حيث قامت وزارة الهجرة بالتعاون مع منظمة الهجرة الدولية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) بإطلاق مبادرة " قوارب النجاة " عام 2019 حيث استهدفت توعية الشباب في قرى محافظات المنيا، والغربية، والفيوم، بخطورة السفر عبر البحر، ودعم فرص العمل المحلية، حيث تم تدريب 10.000شاب وشابة على مشروعات وحرف يدوية، ودعم التمويل من الاتحاد الأوروبي.
كما قامت وزارة الهجرة بإطلاق برنامج " إعادة الإدماج الطوعى للمهاجرين العائدين" مع منظمة الهجرة الدولية، حيث دعمت أكثر من 1200 شاب في الثلاث سنوات الأخيرة لتمويل مشروعات صغيرة (ورش نجارة، مشروعات زراعية، متاجر صغيرة) مع تقديم الدعم النفسى والاجتماعى للأسر المتضررة من تجربة الهجرة.
كما تعاونت منظمة العمل الدولية مع وزارة الهجرة في برنامج " التدريب من أجل التشغيل " بهدف توفير بدائل اقتصادية للشباب وتقليل دوافع الهجرة، حيث تم تدريب ألاف الشباب على مهن مطلوبة في سوق العمل المصرى مثل (الطاقة الشمسية، السباكة، صيانة الأجهزة) وأيضا توفير فرص عمل مباشرة لعدد كبير منهم داخل مصر وخارجها بشكل قانونى.
كما تعاون البرنامج الإنمائى للأمم المتحدة مع الحكومة المصرية في برنامج (حياة كريمة) بهدف تحسين البنية التحتية والخدمات في القرى التي تشهد معدلات هجرة مرتفعة، حيث تم تحسين شبكات الصرف الصحى والكهرباء والمياه في قرى محافظتى المنيا والفيوم، كما تم إنشاء مراكز شباب جديدة تقدم أنشطة تدريبية ورياضية تقلل من معدلات البطالة والهجرة.
وأخيرا قامت الحكومة المصرية بالتعاون مع منظمتى اليونيسيف والهجرة الدولية بتنفيذ برنامج " التعليم من أجل المستقبل " بهدف دعم الأطفال والشباب في المناطق المهمشة لتقليل معدلات التسرب من التعليم، وهو أحد العوامل المؤدية للهجرة، حيث قام البرنامج بتوزيع منح تعليمية وأدوات مدرسية، وإعادة دمج مئات الأطفال المتسربين من التعليم الى العملية التعليمية.
أن استمرار مشكلة الهجرة غير الشرعية يؤكد على ضرورة الاستمرار في تقديم البرامج الوقائية والتنموية وتجفيف منابع الفقر في مصر، وخلق فرص عمل بديلة، وإصلاح التعليم، لتتوافق مخرجاته مع احتياجات سوق العمل، فالذين يواجهون خطر الغرق في بحار الفقر لا يسعهم الا الهروب ليواجهوا خطر الغرق في البحر المتوسط.
د. آمال سيد
عضو الهيئة العليا
خبير الإدارة المحلية
كل الحقوق محفوظة © 2021 - الحزب المصري الديمقراطي الإجتماعي
تطوير وإدارة الموقع: مؤسسة سوا فور لخدمات مواقع الويب وتطبيقات الموبايل.