20-02-2024
تشرق الشمس معلنة بداية يوم جديد من المعاناة والتعب والإرهاق بالنسبة للشعب المصرى يخرج فيه الأب من المنزل طلباً للرزق ليوفر الاحتياجات الأساسية لأسرته.
بعد يوم كامل من المعاناة والسعي والعمل بوظيفتين يجد الأب نفسه عاجزاً عن شراء كيلو لحمة لأبنائه ويرجع لبيته خائب الرجاء فيجد زوجته تطلب منه النزول لشراء دواء لها، ينزل الأب و يتوجه للصيدلية فيخبره الصيدلى أن الدواء ناقص مثل كثير غيره من الأدوية. يعود الأب خائب الرجاء مرة أخرى إلى المنزل ويخبر زوجته بما حدث فتجيبه متحاملة على نفسها: "مش مشكلة شوية وهكون بخير".
يدخل الإبن الأصغر ويطلب مبلغ لشراء كتب خارجية، يسأل الأب عن المبلغ فيرد الإبن: ١٥٠٠ جنية، يظهر الحزن على وجه الأب، تضيف الأم: 500 جنيه كهرباء و ٥٠٠ مياه و ١٢٠٠ إيجار، فيشعر الأب بإختناق شديد ويتجه لحجرته هرباً من كل هذه الالتزامات التي لايستطيع الوفاء بها .
يدخل الأب غرفته ليتصفح هاتفه قليلاً قبل النوم فيجد رسالة من شركة الإنترنت تقول: ( عميلنا العزيز لقد تم إستهلاك ١٠٠% من باقة الإنترنت ) فيتذكر أنه يحتاج 180 جنيه لتجديد الباقة، فيخرج الأب ويفتح التلفاز لمتابعة آخر الأخبار ليجد مجموعة إعلاميي التوك شو ممن يتقاضون ملايين الجنيهات يصرخون مطالبين المواطن بالتحمل والتقشف وعدم الحديث عن غلاء الأسعار ويكفي أنه يعيش في أمان.
ثم يأتي فاصل إعلانى فتنفجر ماسورة من الإعلانات طالبة منه التبرع لهذه المؤسسة وشراء سهم من تلك والتبرع بالتقسيط لهذه المؤسسة وهكذا ... ، وفى هذه الأثناء ينقطع التيار الكهربى وفقاً للجدول المحدد ويفتح باب المنزل فيدخل الإبن الأكبر خريج كلية الهندسة قائلاً : أنا تعبت، يسأله الأب عن السبب، يخبره الابن أنه تعب من البحث عن عمل بعد أن أنهت الشركة عقده هو وعشرات المهندسين والعمال بعد أن عجزت عن الاستمرار فى ظل التقلب المستمر فى سعر الصرف، ويتساءل غاضبا:متى نستريح؟ ثم يوجه حديثه لوالده: زمان كان نفسى أشتغل بشهادتى دلوقتى نفسى أشتغل أى حاجة نفسى أساعدك نفسى أجوز نفسى ، نفسى أعيش حياة آدمية.
فيخبره الأب أن يتمسك بالأمل وأن هذه حالة مؤقتة وستتحسن الأمور يوما
تعود الكهرباء ويعود مذيع التوك شو مرة أخرى فينظر الأب للشاشة قائلا بغضب:
أعمل أيه ؟ أشتغل شغلانة تالتة ؟ أجيب وقت وصحة من فين ؟ أعمل أيه مع احتياجات زوجتى وأبنائى و الأسعار كل يوم فى زيادة غير طبيعية ؟ أكفى نفسى وبيتى إزاى؟ أنا غلطان في إيه؟ أقول لهم إزاى إن مش معايا غير ٥٠٠ جنية ؟
أنا مواطن بسيط عايز أعيش عاوز آكل عيش لكن حتى العيش غلي ومش قادر عليه.
يسقط الأب على الأرض من شدة الارهاق والحزن و العجز يتوجه أبناؤه و زوجته لأقرب مستشفى لإسعافه، المستشفى الحكومي تطلب منهم الانتظار عدة أيام حتى يجدوا له مكانا، أسرعوا لمستشفى خاص فطلب موظف الاستقبال دفع 5000 جنيه تأمين قبل الدخول!!!
حسام محمد قايد
عضو الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي
كل الحقوق محفوظة © 2021 - الحزب المصري الديمقراطي الإجتماعي
تطوير وإدارة الموقع: مؤسسة سوا فور لخدمات مواقع الويب وتطبيقات الموبايل.