19-05-2023
أعتقد أن الهوية احتياج، والإحساس بالانتماء احتياج، وأنا أتصور أن الفرد يحتاج للانتماء، وهذا يرتبط بالأمن النفسي، والأمان الاجتماعي، ففي مقابل انتمائي لجماعة، أنتظر من هذه الجماعة، أمنًا نفسيًا، وأمانًا اجتماعيًا.
مفهوم الهوية الوطنية ذاته هو المشكله، وهو مفهوم حديث ظهر في أوربا في القرن الثامن عشر وفي مصر في القرن التاسع عشر، حين ظهر مفهوم مصر للمصريين في إطار ثورة 19.
المشكلة الحقيقة، أنه من البداية لدينا مشكلة في تحديد طبيعة هذه الهوية، وأستطيع رصد محطات في تاريخ مصر الحديث، تظهر أنه كان هناك جدل دائم حول هذه القضية، ففي الثلاثينات كان بين طه حسين ومجموعة من العروبين، وفي السبعينات كان بين توفيق الحكيم ومقال حياد مصري.
أرى في تقديري أن سبب أشكاليه الهوية يعود إلى وجود مشكلة معرفية، وهي موجودة في مصنع المعرفة الذي ينتج الأفكار الأساسية لنا، وهي الجامعة.
نحن استلمنا تقسيم أكاديمي لتاريخنا من أوربا الأكاديمة في القرن التاسع عشر، وهي التي قمست مصر إلى فرعونية، ويونانية، ورومانية، وإسلامية، وحديثة، تقسيمات منقطعة الصلة عن بعضها الأمرالذي جعلنا نتحدث عن مصر على أنها 5 مصر، واستقر التقسيم في أذهاننا، لدرجة أننا نكاد لا نرى التواصل الحضاري داخل قضية الهوية المصرية.
كانت هناك محاولات من البعض لإعادة النظر في المركب الحضاري، مثل كتاب تكوين مصر لمحمد شفيق غربال وكتاب أصول المسألة المصرية لصبحي وحيدة.
ومع ذلك ظلت لدينا مشكلة أخرى تتعلق بإشكالية الهوية وهي أن النخب لاتستطيع تشكيل الهوية التي ترغب في تعليمها للمصريين، فكيف نعلمها في المدارس، ونحن لدينا مشكلة في مصنع التفكير!!
لدينا مشكلة في الجامعة لسببين: السبب الأول هو الربط بين المعرفة والايدلوجية في الجامعة، والسبب الثاني هو الربط بين قضية الهوية والصراع السياسي، فكلا السببين أدخلنا في مسار تفتيتي، هويات مفتتة، ومنقوصة، اضطرتنا أن نتنازل عن بعض المراحل لك لكي نضمن سياق سياسي معين.
أرى أنه لابد من التفكير في مشكلتنا مع الهوية.
كل الحقوق محفوظة © 2021 - الحزب المصري الديمقراطي الإجتماعي
تطوير وإدارة الموقع: مؤسسة سوا فور لخدمات مواقع الويب وتطبيقات الموبايل.