20-07-2023
بدعوة من الحزب الشيوعي الصيني حضر فريد زهران، رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي الدورة الرابعة لمؤتمر الحوار بين الحزب والأحزاب العربية حول "التبادل الحضاري بين الصين والدول العربية: ماضيه ومستقبله".
ألقى فريد زهران كلمته وكلمة الحزب في المؤتمر جاء فيها:
الرفيقات والرفاق الأعزاء
أتوجه بإسمي واسم الحزب المصري الديموقراطي الاجتماعي بكل الشكر والتقدير للحزب الشيوعي الصيني على دعوته الكريمة، ليس بسبب حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة فحسب، ولكن أيضًا بسبب أهمية هذا الحوار وحرص الحزب الشيوعي الصيني على استمراره وانتظامه بكل ما يحمله ذلك من دلالات تعكس حرص الصين والحزب الشيوعي الصيني على عمق ودفء العلاقات الصينية العربية، ليس على المستوى الرسمي فقط، ولكن على المستوى الشعبي أيضًا بدعوة أحزاب عربية متنوعة من حيث التوجهات السياسية وأيضاً من حيث قربها أو بعدها عن النظام الحاكم .
الرفيقات و الرفاق الاعزاء
الوقت المخصص لكلمتي لن يتسع للكثير مما أود قوله ولذلك سأكتفي بالإشارة، وبإيجاز شديد، إلى بعض النقاط التي أراها مهمة وحاكمة للانطلاق من تاريخ ساهم في بناء طريق نحو تقدم عدة شعوب إلى مستقبل نتمنى أن يقدم إسهام أكثر إشراقاً لأكثر من طريق نحو تقدم البشر كافة .
النقطة الأولى: إن المستقبل مرهون أولًا وأخيرًا ليس بما أنجزناه في الماضي وإنما مرهون أساسًا بحجم ما يمكن أن نبذله من جهد في تحقيق ما نتطلع إليه.
النقطة الثانية : إن ما نتطلع إليه لا ينبغي أن يبنى على تطلعات طرف دون الآخر وإنما ينبغي ان يبنى على التطلعات المشتركة لكل الأطراف .
النقطة الثالثة : إن تطلعات الشعوب ترتبط وبكل تأكيد بمصالحها، و هو أمر يختلف عن إيهامها أو التورط في إيهامها بمصالح ستكتشف الشعوب حتمًا زيفها وعدم جدواها .
النقطة الرابعة : إن مصالح الشعوب التي نعنيها هنا ليست المصالح الاقتصادية الضيقة فحسب فالمصالح الاقتصادية تنظر لها الشعوب من منظور استراتيجي شامل وعميق و يدان بمقتضى هذا المنظور من اختزل الامر في "المصالح " باعتبارها المصالح الاقتصادية فحسب .
ختامًا: أؤكد أن الجولة المعاصرة لإعادة إحياء التبادل بين الحضارتين؛ الصينية والعربية والتي بدأت مع انتصار الثورة الصينية في توقيت متزامن مع حقبة "التحرر الوطني" العربية لم تبن على دعم أو تعاون اقتصادي بل و لم تبدأ من منطلقات ثقافية فكل ذلك جاء في مرحلة لاحقة.
لقد بدأ التبادل وازدهر من خلال الدعم السياسي المتبادل؛ اعترف العالم العربي وفي البداية مصر بالصين الشعبية و وحدة الصين وحقها في استعادة كامل ترابها الوطني ودعمها في مواجهة أي نزعات انفصالية وفي المقابل حرصت الصين على دعم القضايا العربية العادلة و على رأسها القضية الفلسطينية .
من جانبنا وانطلاقاً من مبادئنا؛ سنواصل دعم الصين في قضاياها العادلة ونتمنى ان تستمر الصين في نفس النهج إزاء قضايا العرب العادلة ونتمنى أن يتضمن البيان الختامي للمؤتمر إشارات واضحة للقضية الفلسطينية تبنى على ما ورد في مبادرة الرفيق شين جين بينج تحت عنوان الرؤية ذات النقاط الثلاث والتي نصت صراحة على أن المخرج الأساسي لحل القضية الفلسطينية هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية مع ضمان احتياجات فلسطين اقتصاديًا ومعيشيًا حيث ينبغي على المجتمع الدولي زيادة المساعدات الإغاثية والإنسانية لفلسطين واحترام الوضع التاريخي القائم للمقدسات الدينية في القدس .
جدير بالذكر أن البيان الختامي للمؤتمر تضمن التأكيد على ضرورة إقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة الكاملة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية على أساس "حل الدولتين"، ووقف النشاطات الاستيطانية وجميع الأعمال أحادية الجانب، واحترام الوضع التاريخي القائم للقدس ومقدساتها، لإيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية.
كما تضمن البيان الختامي تقدير الأحزاب العربية لمبادرة الحضارة العالمية التي طرحها الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني؛رئيس جمهورية الصين الشعبية "شي جينبينغ"، وهي مبادرة تهدف إلى حماية التنوع الحضاري للعالم، وتعزيز التواصل والتعلم المتبادل بين مختلف الحضارات.
وتضمن كذلك ضرورة تنفيذ التوافقات التي توصل إليها قادة الصين والدول العربية لتعميق علاقات الشراكة الاستراتيجية القائمة على التعاون الشامل والتنمية المشتركة وتعزيز الحوار السياسي والحضاري وتعميق تبادل تجربة الحكم والإدارة وبحث سبل تعزيز الحوكمة العالمية.
كما دعى الجانبان؛ الصيني والعربي إلى احترام التنوع الحضاري للعالم، ورفض ربط الإرهاب والتطرف بدولة معينة أو قومية معينة أو دين معين، ورفض تشويه المعتقدات الدينية والقيم والتقاليد الثقافية للدول الأخرى بحجة حرية التعبير.
وأكد الجانبان على مواصلة تفعيل دور مؤتمر الحوار بين الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب الدول العربية
كل الحقوق محفوظة © 2021 - الحزب المصري الديمقراطي الإجتماعي
تطوير وإدارة الموقع: مؤسسة سوا فور لخدمات مواقع الويب وتطبيقات الموبايل.