الأخبار

  08-05-2023

كلمة أ/فريد زهران، رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي خلال الجلسة الافتتاحية للحوار الوطني

كثير منكم يعرفني ويعرف أنّي أفخر وأعتز بالانتماء لحزب معارض وأشرف برئاسة هذا الحزب المعارض، وأشرف وأفتخر وأعتز أن هذا الحزب أحد الأحزاب التي أسست الحركة المدنية التي كانت وستظل تمثل مكونًا رئيسيًا من مكونات المعارضة المصرية.

وهذا يثير تساؤل عند بعض الناس، البعض يسألني مندهشًا عن سبب حضورنا الحوار، سأجيب عن السؤال سأتحدث عن ظروف البلد التي تحدد قراري بالحضور أو عدم الحضور.

أزعم أن مادفع كل الأطراف المختلفة للحديث عن الحوار، هو الأزمة التي نمر بها، كل الأطراف مدفوعة بالأزمة، هناك إجماع أنه توجد أزمة؛ سواء تم الاعلان عن ذلك أم لا.

أزمة لها طابع سياسي، اقتصادي، اجتماعي. هناك من يتحدث أن هذه الأزمة سببها فيروس كورونا و أن الدولة فعلت كل ما ينبغي عمله لكن جاءت كورونا والحرب الروسية الأوكرانية فحدثت الأزمة، أنا لا أوافق على هذا، أرى أن جزء رئيسي من الأزمة - بالطبع كورونا والحرب الروسية الأوكرانية مكون من مكونات الأزمة - لكني أرى السبب الرئيسي هو سياسات وممارسات ومواقف اتخذها النظام وأدت إلى ماوصلت إليه الأمور.

جوهر المشكلة أنه طول الوقت تقدم هذه السياسات والخيارات باعتبارها قدرية؛ إما تقبل بها أو تسير للمجهول فعليك بقبولها لأن ليس هناك بدائل.

أبدأ كلامي بأن هناك بدائل، هناك خيارات أخرى وأقول بشكل واضح هناك حلان للأزمة؛ أي أزمة تواجه أي مجتمع هناك حلان كبيران لها: حل يبنى على فكرة أن مواجهة الأزمة تأتي باللجوء للطريق الأمني لأن الأزمة يمكن أن تؤدي لتوتر وانفجار فبالتالي الحل هو: درءًا لهذه المخاطر المحتملة نلجأ للطريق الأمني هذا هو الحل الذي اعتمد في مصر لعشرات السنوات.

الحل الثاني، والذي أراه صحيحا، هو أنه عندما تكون هناك أزمة نبدأ معالجتها بإشراك الناس في الحل وهذا يبدأ بفتح المجال لحرية الرأي والتعبير فتتبلور البدائل وتسمح للناس بالتنظيم فتصبح هناك قوى منظمة على الأرض ترفع هذه البدائل، ثم تجرى انتخابات ديمقراطية نزيهة ليختار الناس بين هذه البدائل.

حتى لو اختيار الناس أدى لنتائج سلبية عليهم تحمل خياراتهم وتغييرها بعد ذلك.

أنحاز لمسار بناء حياة سياسية، بناء مجال سياسي، بناء وضع يسمح لمصر بالانتقال من حال إلى حال تنتقل لدولة ديمقراطية مدنية حديثة يكون بها آليات لإدارة الخلاف والاختلاف وآليات للاحتكام لأصوات الناخبين.

أحضر اليوم بالأصالة عن نفسي، بالنيابة عن الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي ممثلًا للتوافق الذي تم داخل الحركة المدنية لأقول إنني أحضر رغم أن بعض، ولا أقول كثير، من الضمانات التي كنا نراها مهمة وكنا قد اتفقنا عليها مع الجهات الراعية والداعية لم تتحقق ومع ذلك حضرت.

حضرت رغم أن ليس كل ما اتفقنا عليه تم حضرت، لأني لا أريد أمام نفسي وأمام ضميري وأمام التاريخ أن يقال أن هناك طاقة تم فتحها ولم ندخل منها؛ كان هناك احتمال لمخرج ولم نستغله.

أنا أعتبر أني "جاي على نفسي" فأنا أتعرض لنقد من دوائر واسعة لأن الضمانات والطلبات التي طلبناها لم تكن كثيرة والأهم أنها كانت موضع اتفاق وتوافق.

كونها لم تتحقق فهذا أمر غير مناسب ورغم ذلك حضرنا لأن هذه مسؤولية وطنية، لأننا نقدر جدًا جدًا جدًا وضع البلد والأزمة التي تمر بها البلد ونرى أنه بعيدًا عن منطق التفاؤل والتشاؤم فالأمر يتوقف على جهد الأطراف المختلفة: هل لدينا رغبة موحدة ومشتركة لبناء حوار يؤدي لبناء مجال سياسي؟

كل الحقوق محفوظة © 2021 - الحزب المصري الديمقراطي الإجتماعي

تطوير وإدارة الموقع: مؤسسة سوا فور لخدمات مواقع الويب وتطبيقات الموبايل.