24-01-2019
كنت حتى 2009 مهندسا ناجحا لدي عملي الخاص، مستقر مادياَ ،متزوج ولدي 3 أطفال أحمد الله كل يوم عليهم ولا علاقة لي بالسياسة بعد تجربة سخيفة وقصيرة أثناء الجامعة .ولكن كنت كالكثيرين من المصريين ساخطا على الوضع العام والفساد الذي اصبح يحاوطنا في كل مكان ،والنظام الذي لم ينجح إلا في توسيع الفجوة بين الطبقات ليصبح الأغنياء أكثر ثراءاً وينزل بالفقراء إلى تحت خط الفقر،مع تعمد واضح لتغييب الشعب وقمعه وزيادة الجهل والمرض ليحكم سيطرته عليه لتمرير مشروع التوريث تارة بالكرة وتارة بانتخابات رئاسية وهمية.
كانت لي جملة شهيرة لمن حولي كلما رأيت أطفال الشوارع او مررت على إحدى المناطق الفقيرة او تعثرت في مطب مفاجئ على طريق سريع "الله يخرب بيتك يا مبارك" فهو رمز لنظام سرق من جيلي كل أحلامه ومستمر ليسرق أحلام أبنائي ،وهذا ما جعلني أستجيب لأول دعوة حقيقية للتغيير اقتنعت بها :حلم الدكتور البرادعي الذي حلم فحلمنا كلنا معه وأصبح رمز التغيير والمستقبل الأفضل.
بحثت عبر الإنترنت عن كيفية الإنضمام للحملة الشعبية لدعم البرادعي وعلى الفور تواصلت معهم وكل حلمي "مستقبل افضل لأبنائي في وطن يستحقهم ويستحقونه"
وجدت نفسي أنغمس في العمل داخل الحملة ،طفنا محافظات مصر ندعو للتغيير لنجد استجابة مبشرة من شباب أغلب المحافظات ،كان أهلي وأصدقائي يتهمونني بالجنون او السذاجة !! ولكن كان داخلي يقين أن هناك فوران داخل المجتمع ولابد ان يفرز تحرك شعبي حقيقي يعيد للشعب حقوقه بعد أن اغتصبها مبارك بنظامه برجال اعماله.
وجاءت حادثة الشهيد "خالد سعيد" وبدأ حراك حقيقي في الشارع يبشر بإنهاء حكم الفساد والقمع والتوريث.
وبدأت أرى مستقبلا أفضل سيأتي لأبنائي سواء أنا معهم او أستشهدت من اجلهم.
وجاءت ثورة تونس لتسرع خطوات الثورة واجتمع شباب كل القوى السياسية للتنظيم والإعداد لمظاهرات تخرج يوم 25 يناير عيد الشرطة لتعلن رفضنا لنظام قتل خالد سعيد وسيد بلال وعذب آلاف المصريين داخل الأقسام وحرم الفقير من رغيفه وحقه في الحياة الكريمة.
نزلنا يوم 25 يناير ونحن نعتقد أننا سنقود الجماهير ولكن فوجئنا بأن الجماهير الغاضبة هي التي قادتنا وقادت مصر كلها للحرية والكرامة وأسقطت الطاغوت من فوق كرسيه.
عشنا أجمل وأطهر 18 يوم في تاريخ مصر ورأينا المدينة الفاضلة في ميدان التحرير هتاف تنطقه كل الألسنة "الشعب يريد اسقاط النظام " ودعاء بداخل كل القلوب يقول "يارب"
وبصرف النظر عن كل ما حدث وظهر في السنوات السابقة منذ 2011 وحتى الآن وبصرف النظر عن من خان او تواطأ سيظل ميدان الـ 18 يوم ،ميدان التحرير، بأخلاقه وتفانيه وصدقه ومقاومته وصموده هو مصر التي نحلم بها
مهندس /باسم كامل
النائب الأول لرئيس الحزب المصري الديمقراطي الإجتماعي
الرابط الأصلي للمقال:
https://www.almasryalyoum.com/news/details/380739?fbclid=IwAR2gvGDXmAVyEZiMf5yZLRwf7FHyRfHKqaKspAyHR8SzJS8r4vCWq366ums
كل الحقوق محفوظة © 2021 - الحزب المصري الديمقراطي الإجتماعي
تطوير وإدارة الموقع: مؤسسة سوا فور لخدمات مواقع الويب وتطبيقات الموبايل.