12-07-2019
في الحقيقة انني وأبناء جيلي من أهل السبعينيات من القرن الماضي بدأنا التعامل مع الحكومات المصرية منذ عهد مبارك صاحب الحزب الواحد او الأوحد .
عانينا جميعا من تغليب أهل الثقة علي أهل الكفاءة في التعينيات والتعاملات وتخليص المصالح وترسخت في فترة مبارك فكرة التوريث فأصبح ابن الضابط ضابطا وابن القاضي قاضيا وابن دكتور الجامعة دكتور بنفس الجامعة بل بنفس التخصص .
وكانت بداية إعادة الطبقية هناك طبقة فوقية وهذه الطبقة كانت فوق كل شيء، فوق القانون واللوائح ،فوق المساءلة ،وأحيانا فوق البشر ،ثم طبقة متوسطة مستورة وطبقة محدودة الدخل وكانت الاخيرتان تعملان علي ستر بعضهما.
وجاءت ثورة يناير وقد استفاد الكل من التوريث الا من خلق التوريث وهو مبارك وحلمنا جميعا بالتغيير لوهلة من الزمن لم تدم كثيرا ،اعتقدنا جميعا أنه آن الوقت لأهل الكفاءة ان يأخذوا حظهم من هذا البلد ،حتي جاء لنا حكم الإخوان وتزايدت فكرة أهل الثقة بل زادت الي الأهل والعشيرة وجيء بكل من لا يملك علم ولا خبرة ولا ثقافة ولا كفاءة ولا حتي الحد الأدنى من مفهوم الدولة المهم ان يكون من الجماعة وأصبح كل فرد في هذه الجماعة هو رئيس جمهورية علي من حوله وأصبحت المصالح لا تقدم الا من خلال هؤلاء او لهم ودخل أهل الكفاءة الإنعاش هذه المرة.
وجاءت ثورة الثلاثون من يونيو طاقة أمل ونور جديدة وأنبوب أكسجين ينجوا به أهل الكفاءة ويخرجوا من الإنعاش الي مكانهم الطبيعي في قيادة هذه الأمة
إلي ان تحول مسار هذه الثورة ايضا وعدنا من حيث لم نأت عدنا الي ما هو أسوأ من عصر مبارك والإخوان وأصبحوا أهل الثقة هذه المرة تحت التراب بعد أن وافتهم المنية وأصبح حلم اجيال كاملة هو الهجرة او السفر . أصبحت الثلاث طبقات طبقتين فقط:
طبقة فوق كل النواميس والأعراف والقانون والدستور
واندمجت الطبقة المتوسطة ومحدودة الدخل في طبقة واحدة هي معدومي الدخل
أصبحت البلد ملك أهل الثقة دون غيرهم
وأصبح أهل الكفاءة في ذمة الله
إنا لله وإنا إليه راجعون
كل الحقوق محفوظة © 2021 - الحزب المصري الديمقراطي الإجتماعي
تطوير وإدارة الموقع: مؤسسة سوا فور لخدمات مواقع الويب وتطبيقات الموبايل.