الأخبار

  08-06-2020

د.إيهاب الخراط، نائب رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، وحوار حول الأثر النفسي لأزمة فيروس كورونا

إيهاب الخراط يفسر.. ماذا فعل “كورونا” بنفوس البشر؟

القلق والوساوس والدروشة وعودة نظرية المؤامرة.. توابع نفسية لأزمة "كورونا"
حوار: حنــان فــكري
إيهاب الخراط لـ”وطني”:

-الكادحون إذا سقطوا تحت حد الفقر ستحدث كوارث

- من على استعداد للقلق سيصير أكثر قلقًا.. ومن على استعداد للاكتئاب سيصير أكثر اكتئابًا

-60 % من العمالة في مصر غير رسمية.. فالموت بكورونا أو الموت جوعاً

-الفزع من وفيات كورونا خرافة و الأطفال يلتقطون الخوف من عيون الكبار

“خلق الله الإنسان ليكون له فكر و وعي، عقل يدرك به ويقيم الأمور، ويرتب نتائج على أسباب ويستخلص مضامين من مظاهر، خُلق الإنسان ليكون له شعور و إحساس، يشعر بالسعادة فيفضلها عن التعاسة والشبع فيفضله عن الجوع و التواصل فيفضله عن الانفصال. لتكون له إرادة حرة، يعرف أيهما يختار الأنانية أم الحب، فيكذب أو يكون صادقاً، يسرق أو يحفظ الأمانة، يشتهي أو يضبط نفسه ينحصر في نفسه أو يحمل هموم الآخرين أيضاً، يغلق عينيه أو يفتحها ليري الناس، هو حر والحرية قدره لا مهرب منها.

وبهذه الخصائص صار في داخل كل إنسان قانوناً، ليحب ويسعد ويزدهر، وإن انحسر في ذاته يهلك ويتعس”

** هكذا يقول الدكتور إيهاب الخراط استشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان، فى كتابه “حجاب الحب” الذي يجسد فيه خلاصة تجربته الإنسانية، بعد أن ساهم في شفاء وتعافي الآلاف من المدمنين، والمرضى النفسيين، الذين تعرضوا لهزات نفسية عنيفة.

وما شهدناه خلال الأسابيع الماضية بسبب جائحة “كورونا”، من تخبط، وانزواء، التزام وتمرد، خوف واستهتار، أنانية، وتضحيات، توبة وسخط وتذمر، امتنان وتعاطف مع موتى كورونا، ورفض دفنهم فى قرى بعض المحافظات، تخلي عن عمالة وتسريح موظفين، وتخزين سلع في حالة من حالات “شراء الذعر”، واحسانات وصدقات وجمع تبرعات للمعزولين، إنها النفس الإنسانية التي تخرج أجمل وأسوأ ما فيها في الجوائح، يدفعنا للتعرف على تأثير تفشي فيروس كورونا على التركيبة النفسية للمصريين من خلال هذا الحوار مع الدكتور إيهاب الخراط:-

هل تسبب فيروس “كورونا” في تغيير فى التركيبة النفسية للشعب المصري.. سلبًا أو إيجاباً؟

** لا أؤمن أن هناك تغييراً يحدث فى التركيبة النفسية الجمعية، بسبب الجائحة. ولكن، هذا النوع من الجوائح يخلق تضامناً بين الناس، هذا التضامن الإنساني العالمي يجعل الناس يدركون أن البشرية كلها في قارب واحد، فيخرجهم من مرحلة ضيقة الأفق من التدين، والوعي، إلى مستوى أرحب من الإيمان والفهم الروحاني نعم، إنه الشعور بالمواجهة الوجودية مع النفس في فرص العزلة، والابتعاد عن الزحام اليومي المعتاد، قد تكون مناسبة للنمو الإنساني والوجودى ومواجهة النفس ، وإيجاد حلول أعمق للأسئلة الوجودية، أو قد تكون سبباً للتدهور، فمن يسعى للنمو قد ينمو ومن اعتاد على الهروب، واستخدام حيل نفسية بدائية سيظل متدهوراً، وهذا لا يُعد تغييراً فى التركيبة النفسية وإنما فرصة للنمو النفسي، أو أزمة للتدهور.

– مامصير الأشخاص الذين يصارعون القلق والوساوس القهرية قبل انتشار كورونا؟

** للأٍسف إجراءات مواجهة الكورونا تُماثل أكثر أنواع الوسواس القهرى انتشاراً، مثل كثرة غسيل الأيدى والاهتمام بالنظافة، والتخوف من أى شخص مُصاب، وتلك المُماثلة قد تزيد من الوسواس القهري، فلم يحدث فى تاريخ العلم الحديث جائحة بهذا الشكل، لكن لا نستطيع أن نعلم إطلاقاً ماذا سيحدث داخل النفس البشرية، فقد يشعر بعض الذين يعانون من الوسواس القهرى بالراحة؛ لأن معظم الناس أصبحت تشبههم فى السلوك العام والبعض الآخر قد تتدهور حالته الاستعداد النفسي

– يقول سيجموند فرويد – مؤسس علم التحليل النفسي- القلق هو المادة الخام لكل الأمراض النفسية.. هل يعنى ذلك أن الكرة الأرضية مُرشحة لكل الأمراض النفسية بعد كورونا؟

** سيجموند فرويد يتحدث عن القلق الأساسي –الداخلي- وهو يختلف عن القلق من الأمور الخارجية، الواردة علينا، والعلماء السلوكيين مثل إيفان بافلوف- مؤسس المدرسة السلوكية فى علم النفس-تحدثوا عن الوصع المُقلق الوارد من حدث خارجي طاريء، والذي يُفجر أى ميل لأي مشكلة نفسية، وهو ما يعني أن من على استعداد للقلق يصير أكثر قلقاً، ومن على استعداد للاكتئاب يصير أكثر اكتئاباً، ومن على استعداد للبارانويا يصير أكثر شعوراً بالعظمة أو شعوراً بالاضظهاد أو الاثنين معاً.

– ماهو تأثير ذعر “كورونا” على الأطفال؟

** الخوف بالنسبة للأطفال عدوى من الكبار، حتى لو حاول الأهل عدم إظهار الخوف، يلتقط الصغار ذعرهم سريعاً، ويعبرون عنه، وللتعامل مع هذا الخوف يجب العمل فى اتجاه التعامل مع خوف الكبار أولاً لأنهم المنوطين بطمأنة الصغار الذين يعيشون معهم الحجر الصحي والاكتئاب

-ما هى الآثار النفسية للعزل، وللحجر الصحي

** التأثير النفسي للحجر الصحي، يحمل التأثير النفسى لمعظم الناس خلال جائحة كورونا، مضافاً إليه إحساس العزلة فى مكان غريب، وغير مألوف لدى الشخص المعزول، وكلما تقدم الإنسان في العمر، كلما كان تغيير مكانه صعب جداً عليه، فما أدراكم بتغيير تحت ظروف غير مفهومة وغير معتادة، الأمر الذي يزيد معه الضغط النفسي على مريض العزل، وقد يؤدي ذلك إلى القلق والاكتئاب، ولكن الحجر الصحي أيضاً يمنح عنصراً إيجابياً، فعندما يجتمع مجموعة من الناس في مواجهة خطر جسينم غامض، كلما ازداد تضامنهم سويًا، وهذه نتيجة لدراسة كلاسيكية فى علم النفس الاجتماعي، ظهرت فى عام 1965 حيث وضع الباحثين النفسيين، مجموعة من المبحوثين، فى غرفة وأخبروهم أن بينهم من هو معرض لخطر الموت، و لم يحددوا الشخص، وتركوهم لفترة من الزمن، الأمر الذي أنشأ تضامناً إنسانياً بينهم.

وهذا ما يحدث فى الحجر الصحي ولكن حالياً يضاف إلى ذلك إمكانية حدوث العكس أيضاً فى نفس الوقت، فالخوف قد يقفز إلى السطح، بديلاً عن التضامن، فالبعض قد يمثل خطراً على غيره، والبعض يخشى من غيره، خاصة الطواقم الطبية، من نقل العدوى، و ربما يصنع ذلك تيارين متضادين، وعلى أى حال الدراسات العلمية، المُتزنة عن الحجر الصحي قليلة، وحالياً أقوم بالإشرف على دراسة أظهرت ارتفاع نسبة القلق والاكتئاب بين المعزولين قسرياً، وهذا هو الثابت حالياً.

رابط الحوار:
https://www.wataninet.com/2020/05/%d8%a5%d9%8a%d9%87%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%b1%d8%a7%d8%b7-%d9%8a%d9%81%d8%b3%d8%b1-%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d9%81%d8%b9%d9%84-%d9%83%d9%88%d8%b1%d9%88%d9%86%d8%a7-%d8%a8%d9%86%d9%81/?fbclid=IwAR3MHpMiveH-E4bMaCRSzmsW7MhFBoPDDPqtOhmfK_6SaWigjaxoqo_ET9Q

كل الحقوق محفوظة © 2021 - الحزب المصري الديمقراطي الإجتماعي

تطوير وإدارة الموقع: مؤسسة سوا فور لخدمات مواقع الويب وتطبيقات الموبايل.