15-06-2019
ورشة المنامة:
الجبل يلد فأراً فلماذا نشارك في هذا الفشل ؟
بعد أيام تنعقد في المنامة عاصمة البحرين ورشة عمل تحت عنوان “الإزدهار الإقتصادي للفلسطينيين من أجل السلام العربي الإسرائيلي " بمبادرة من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفريقه المعني بالشرق الأوسط ومن الواضح لكل المهتمين أن هذه الورشة كان يراد لها ان تكون خطوة مهمة على طريق تنفيذ ما يعرف بصفقة القرن و لكن الأمر انتهى إلى أنها أصبحت بالكاد محاولة لإنقاذ ماء وجه ترامب وفريقه وحلفائه في المنطقة، خاصة في السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة بعدأن تمزقت إلى حد السقوط سياسة البيت الأبيض في المنطقة وهي السياسة التي جرى التبشير بها تحت عنوانين عريضين مرتبطين هما :صفقة القرن لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ،وإقامة ناتو عربي كتحالف إقليمي تشارك فيه إسرائيل وترعاه واشنطن لمواجهة إيران ونفوذها الآخذ في الاتساع .
وبما أن قرارات ترامب المنفردة بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وضم الجولان السورية للسيادة الإسرائيلية والاستعداد لتأييد ضم إسرائيل لأجزاء كبيرة من الضفة الغربية فضلا عن إتخاذ قرارات ضد المصالح المعيشية الحيوية للشعب الفلسطيني تحت الاحتلال،بما أن هذه القرارات مضافا إليها سلسلة التأجيلات لإعلان مشروع صفقة القرن رسميا والتكتم على تفاصيلها عن الأطراف العربية المعنية مباشرة كالسلطة الفلسطينية والأردن ،وربما مصر أيضا يؤكد الشكوك الخاصة بوجود خطة اسرائيلية أمريكية مشتركة و ربما بمباركة سعودية أيضاً لفرض تسوية تبطل حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وتتنكر لحل الدولتين كأساس أقره المجتمع الدولي والإجماع العربي للتسوية السلمية الشاملة والعادلة للقضية الفلسطينية. ولنتذكر هنا ما كان قد صرح به ولي العهد السعودي خلال زيارته لواشنطن في العام الماضي حين قال: "على الفلسطينيين أن يقبلوا ما يعرض عليهم وإلا فليخرسوا”
ومن هنا فقد أعلنت القيادة الفلسطينية مبكراً مقاطعتها لورشة المنامة التي لن يشارك فيها أيضاً الاتحاد الأوروبي وأغلب الدول العربية ، و حتى الاردن التي أعلنت عزمها علي المشاركة بعد تردد كان مبرر ذلك ، علي لسان الملك ، هو التواجد في الغرفة للعلم فقط.
لكل ذلك يرى حزبنا أن ورشة المنامة لن تكون ذات قيمة عملية حتى بالمعايير الضيقة التي حددها لها فريق ترامب الشرق أوسطي وليست كما قلنا الا محاولة لحفظ ماء وجه الرئيس الأمريكي بعد الصخب الذي ملأ العالم حول صفقة القرن .
وعليه يطالب الحزب الحكومة بعدم المشاركة في هذا التجمع العبثي حتى بمستوى تمثيل منخفض كما سربت بعض المصادر ، خاصة أن الإدارة المصرية قد اتخذت بعض المواقف التي اعتبرها العديد من المراقبين مناوئة للمخططات الأمريكية في الفترة الاخيرة منها عدم حضور اجتماعات الناتو العربي الأخيرة و أعلنت أيضاً على لسان وزير الدفاع رفضها لأي تنازل عن جزء من ارض سيناء في إطار ما يعرف بصفقة القرن،ونذكر المسؤولين عندنا بالموقف الثابت المعلن للدبلوماسية المصرية وهو قبول ما يقبله الفلسطينيون ورفض ما يرفضونه كما نلفت نظر مسؤولينا إلى أن المشاركة في الفشل تعني تحمل نصيب منه حتي وإن كان المتسبب في هذا الفشل أطرافاً أخري .
كل الحقوق محفوظة © 2021 - الحزب المصري الديمقراطي الإجتماعي
تطوير وإدارة الموقع: مؤسسة سوا فور لخدمات مواقع الويب وتطبيقات الموبايل.