مقالات

  27-04-2019

هل إن صُلِب المسيح, حقاً سيقوم؟!

هل إن صُلِب المسيح, حقاً سيقوم؟!

ما أن ظهر المسيح عليه السلام, مبشراً بدينٍ جديد يدعو إلى الله بطريقة تخالف ما تعارف عليه اليهود الذين بعث فيهم وحكامهم الرومان. مؤذناً بعهدٍ جديد يزلزل فيه عروش من الزيف, وممالك من الاستعباد, حتى استنفر كل الهمم والطاقات لمحاربة النور الذي قد يكشف عوراتهم, ويبدد مخاوف الشعب الذي يخشى ظلام القهر والاستبداد أياً كانت أشكاله وصوره.

ولم يكن "يهوذا" نموذجاً متفرداً للخيانة ولا "هيرودس" نموذج استثنائي للقهر ولا "بيلاطس" نموذج وحيد للخسة, ولم يكن حالة خاصة بالظرف زماناً ومكاناً. فلكل مكان وزمان خيانته وقهره وخسته. ومهما زاد عدد الحواريين, ما كانوا ليمنعوا من يرسم طريق الآلام الى النهاية الحتمية لكل من يحمل لواء التغيير.

وتكتمل كل الأركان؛ ولا نحتاج غير يهوذا والنظام الاستبدادي الاستعبادي حتى يكون مصير المسيح هو الصلب والرجم والعذاب أمام كل مناصريه الذين عجزوا عن نصرته, وأمام شعب لا يؤمن إلا بالقوة أو بالمعجزات وقفوا متفرجين, بين شامتين من جهة, ومتعاطفين من جهة أخرى تعاطفاً لا يقيم حقاً ولا يدحض باطل.

ولأن الحق دائما ينتصر ويعلو فوق الباطل, ولأن للكون مدبرٌ يتصرف فيه ولا يترك الأمر للبشر وقدراتهم المادية والعقلية. ولأن مشيئته دائماً أن ينتصر الحق ويعلو فوق الباطل. فكان قيام المسيح – طبقاً لعقيدة المسيحيين – إيذاناً بأن الأمل لا يموت. وأنه مهما طال ظلام الليل يكون الفجر.

يدور التاريخ وتتكرر المشاهد وتتشابه الشخوص والأحداث. دائماً ما يكون يهوذا مستعداً ليظهر في الوقت المناسب. اتذكر مقولة ريتشارد قلب الأسد في فيلم الناصر صلاح الدين "يهوذا يبعث من جديد". حقاً يبعث في كل عصر. ويأتي معه كل من بيلاطس واليهود ليصلبوا مسيح كل عصر. ودائماً ما ينجحون. سنناصر المسيح ولن نتخلى عنه. سنفعل كل ما نستطيع لأن يبقى حياً لا يموت. المسيح ليس مجرد شخص يتكرر عبر الزمان. ولكنه هو كلمة الله. المسيح الذي اتحدث عنه ولن اتخلى عنه ما حييت هو الأمل. سنفعل كل ما نستطيع لأن يبقى حياً, وسيفعلون كل ما في وسعهم حتى يُصلب وينتهي. فهل إن صُلِب المسيح, حقاً سيقوم؟!

عندي امل في بكرا

م/ باسم كامل

نائب رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي

كل الحقوق محفوظة © 2021 - الحزب المصري الديمقراطي الإجتماعي

تطوير وإدارة الموقع: مؤسسة سوا فور لخدمات مواقع الويب وتطبيقات الموبايل.