مقالات

  30-01-2023

كيفية استعادة الجذب  السياحي  لمصر لسابق عهده؟

قال عنها هيردودت: " مصر هبة النيل"

و نظم شاعر النيل "حافظ إبراهيم"  قصيدة طويلة في مدحها أذكر منها بعض الأبيات:

وَقَف الْخَلْق ينظرون جميعا 

كَيْف ابْنِي قَوَاعِد الْمَجْد وَحْدِي

وَبَنَاه الأهْرَام فِى سَالِف الدَّهْر  

كفوني الْكَلَامِ عِنْدَ التَّحَدِّي  

أَنَا تَاج الْعَلاء فِى مَفْرِق الشَّرْق 

ودراته فَرَائِد عِقْدِي

 ورغم هذه المكانة إلا أن هناك قصور كبير في إدارة ملف السياحة على المستوى الرسمي في مصر، ففى الوقت الذي تمتلك فيه مصر  الكثير من الآثار من مختلف العصور منذ ما قبل الأسرات، ومن الحضارة المصرية القديمة والرومانية والقبطية والإسلامية ولازالت هناك آثار يتم اكتشافها، لا يتم استغلال هذه الكنوز كما ينبغي.

كما تتمتع مصر بثروة من عوامل الجذب الطبيعية المنتشرة عبر ثلاث صحارى وبحرين ودلتا النيل،ومحميات طبيعية وجزر ووديان وجبال  مما يجعل مصر مليئة بوجهات سياحية  جاذبة للسياحة البيئية والسياحة العلاجية كذلك.

وهناك عدة جهات تدير النشاط السياحي في مصر:

- وزارة سياحة - هيئة تنشيط سياحة - نواب وزير السياحة

- مستشارين وزير السياحة - مجلس أعلى للسياحة

- امانة فنية ولجنة وزارية للسياحة  تتبع رئاسة الوزراء - لجنة للسياحة بالبرلمان- غرف سياحية

- اتحاد عام للغرف السياحية -  شعب سياحية فى جميع الغرف التجارية - مكاتب تنشيط سياحة فى جميع دواوين المحافظات   - معارض سياحية خارج مصر- هيئة التنمية السياحية

 وبرغم كل هذه المؤسسات وصلت مصر للمرتبة رقم 51 عالميًا فى السياحة. والسادسة عربيًا بعد السعودية والإمارات والمغرب وتونس ولبنان.

حيث يأتي ترتيب الدول العربية وفقا للقائمة التي أصدرتها منظمة السياحة العالمية كالتالي:

1- السعودية: 18 مليون سائح

2- الإمارات: 14.8 مليون سائح

3- المغرب: 11 مليون سائح

4- لبنان : 8.5 مليون سائح

5- تونس: 5.7 مليون سائح

6- مصر: 5.2 مليون سائح

7- البحرين: 4.3 مليون سائح

8- الأردن: 3.5 مليون سائح

9- قطر: 2.9 مليون سائح

10- سلطنة عمان: 2.3 مليون سائح

أي أن المملكة العربية السعودية هي الدولة العربية الأكثر جذبا للسياح، بمعدل 18 مليون زائر  عام ٢٠٢٢ وذلك من الفتره من أول يناير إلى أول اكتوبر عام ٢٠٢٢ وفقا للإحصاء الذي نشرته منظمة السياحة العالمية،

نسأل هنا لماذا تم سحب البساط من تحت أقدامنا؟ لماذا  لم نهتم بهذه الصناعة بحق برغم كافة الامكانيات السابق ذكرها ؟

أرى أن من أهم الأسباب نقص التخطيط الجيد والتعرف على مواطن القصور،  لابد أن ننظر للسياحة كمشروع قومي ، تتبناه الدولة بداية من توعية النشء عن طريق المناهج التعليمية بالمدارس وتوعية الجميع بأهمية السياحة للدخل القومي وبكيفية التعامل الحضاري مع السائح  سواء للمتعاملين معه بشكل مباشر: سائقي سيارات الأجرة، العاملين بالفنادق، البائعين، أو المواطن الذي قد يختلط  بالسائح في الأماكن السياحية أو الأماكن العامة.

يجب الحرص على أن تكون تجربة السائح منذ وصوله المطار حتى مغادرته تجربة إيجابية ثرية تترك لديه انطباعا بضرورة تكرارها ونقلها لمعارفه وأصدقائه.

يجب أن يشعر السائح بالأمان

بالعودة لتقرير منظمة السياحة العالمية  نجد فرنسا في مقدمة الدول وتعتبر اكبر بلد سياحي في العالم حيث وصل عدد السياح فيها إلى أكتر من اثنان وثمانون مليون سائح، وتأتي الولايات المتحدة الأمريكية على رأس الدول التي استفادت من دخل السياحة فقد وصل دخل السياحة بها إلى 210 مليار و 747 مليون دولار، وتأتي أسبانيا في المركز الثاني وفرنسا في المركز الثالث.

لذا لابد من مواجهة  أنفسنا ومعرفة  الأسباب الحقيقية وراء هذا التراجع في مركز مصر السياسي حتى نستطيع معالجة الخلل واستغلال كل مالدينا من امكانات تؤهلنا لنكون من  أوائل  الدول على خريطة السياحة العالمية .

إسلام الضبع

عضو المكتب السياسي للمصري الديمقراطي الاجتماعي

كل الحقوق محفوظة © 2021 - الحزب المصري الديمقراطي الإجتماعي

تطوير وإدارة الموقع: مؤسسة سوا فور لخدمات مواقع الويب وتطبيقات الموبايل.