مقالات

  02-03-2022

الديمقراطية الاجتماعية والاشتراكية الديمقراطية

هل هناك فارق بين الديمقراطية الاجتماعية والاشتراكية الديمقراطية؟
كثيرا ما يكون التعبيران مترادفين وكثيرا مايجمع حزب واحد التيارين، لكن في بعض الأحيان كحال الحزبين الكبيرين في البرتغال مثلا يكون الحزب الاشتراكي الديمقراطي على يسار الحزب الديمقراطي الاجتماعي.
نظريا يمكن أن نرى عدة تطابقات وعدة تمايزات بين هذين الاتجاهين:
1. الاثنان أعضاء في الاشتراكية الدولية ومتفقان على مبادئها.
2. الاشتراكي الديمقراطي أكثر ميلا عموما للقطاع العام وملكية الدولة لأدوات الانتاج. لكن في كل الأحوال الاثنان يرفضان تحقيق هذا عن طريق الاستيلاء على السلطة بالعنف او الثورة.
3. الديمقراطي الاجتماعي لا يهتم بالتاميمات ولا أن يكون القطاع العام أكبر أو أصغر من الخاص أو التعاوني، ولا يظن أصلا أن القطاع العام بالضرورة هو أفضل صور تحقيق العدالة الاجتماعية لأنه قد يكون فاسدا أو استبداديا، لكن الديمقراطي الاجتماعي يميل إلى تحقيق تعليم وصحة أفضل لكل المواطنين لا للأثرياء فقط مع الضمان الاجتماعي وبدلات البطالة: ما يسمى دولة الرفاه welfare state.
3. الاشتراكي الديمقراطي يميل إلى الوصول لأهدافه عن طريق الحضور السياسي، الديمقراطي الاجتماعي يرى أن المصانع والمزارع والمجتمعات الصغيرة والمدارس والمستشفيات بل والأسرة كلها ينبغي أن تدار بصورة تشاركية وتؤخذ القرارات فيها بديمقراطية.
4. هناك في الديمقراطية الاجتماعية الطرح النظري الذي يقول أن المبدأ الاشتراكي الذي ظهر في القرن التاسع عشر: "كل حسب قدرته ولكل حسب عمله"، لم يعد بالضرورة المثال الأعظم للعدالة الاجتماعية.
أي أن البشرية ربما تكون قد تجاوزت النموذج الاشتراكي الذي سعت إليه الأمم في القرن العشرين إلى نماذج أكثر تشاركية وكفاءة في تحقيق العدالة من أفكار القرن التاسع عشر.
الاشتراكي الديمقراطي يميل إلى المفهوم الاشتراكي. لكن الاثنان يتبنيان مراجعة المفهوم الاشتراكي بنبذ العنف وتبني التدرج السلمي نحو تجاوز التظام الرأسمالي إلى نظام أكثر عدالة.

د/ إيهاب الخراط
نائب رئيس الحزب للشؤون التشريعية والبرلمانية


كل الحقوق محفوظة © 2021 - الحزب المصري الديمقراطي الإجتماعي

تطوير وإدارة الموقع: مؤسسة سوا فور لخدمات مواقع الويب وتطبيقات الموبايل.