مقالات

  10-05-2023

الحوار وحرية الإعلام..حتى يصبح للحوار صوتًا

منذ أكثر من عام تمت الدعوة لحوار وطني يهدف لإصلاح سياسي، تشارك فيه كل القوى وتمت دعوة السياسيين من مختلف الأحزاب والتوجهات السياسية وكذلك الشخصيات العامة وجمعيات المجتمع المدني وعلى مدار العام أعد المشاركون رؤيتهم فيما يتعلق بالقضايا الأساسية - كل من وجهة نظره- ومع بدء الحوار يترقب الجميع ما ستسفر عنه هذه الرؤى.

يرى البعض أن الحوار قد يكون خطوة على طريق التحول الديمقراطي في مصر ويرى آخرون أنه قد يؤدي لإيجاد حلول لكثير من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، بينما هناك من يرى أنه لن يؤدي سوى لإضاعة الوقت والإلهاء عن الأزمات الحقيقية التي نمر بها .

لن أستطيع في هذه اللحظة أن أنحاز بشكل كامل لأي من هذه الآراء فكلها أو بعضها يحتمل الصدق لكن ما يهمني في هذا المجال هو الاختبار الحقيقي الذي سيتعرض له الإعلام المصري خلال فترة انعقاد جلسات الحوار الوطني.

لا أقصد هنا القضايا المرتبطة بالإعلام التي سيجرى النقاش حولها سواء فيما يتعلق بالحريات العامة التي تندرج تحت المحور السياسي أو الثقافة والهوية الوطنية التي تندرج تحت المحور المجتمعي.

ما أعنيه هو أن الإعلام شريك أساسي في عملية الحوار، يعبر عن قضاياه ويعبر عن كل القضايا محور النقاش، يعرض الرؤى جميعها دون تعتيم أو انحياز.

فهل يستطيع إعلامنا القيام بهذا الدور؟

هل يمكنه نقل الجلسات والمناقشات ومتابعتها وعرض وجهات النظر المختلفة واستضافة المشاركين من كل التوجهات دون شروط مسبقة؟

هل تتاح جميع المواقع المحجوبة ليرى المواطن الصورة من كل الزوايا ثم يختار انحيازاته التي تتفق مع رؤيته وقناعته؟

هذا هو الاختبار الحقيقي، ليس للإعلام فقط ولكن لعملية الحوار بأكملها.

إذا استمر الحال في فرض الوصاية على المعلومات والأفكار بدعوى حماية النظام السياسي والنسق المجتمعي فلا داعي للحوار.

إذا استمر حظر المواقع لحماية المجتمع من الأفكار غير المرغوب فيها فلا داعي للحوار.

دعونا ننظر نظرة محايدة للإعلام المصري اليوم لنعرف أثر حرية التعبير على الاعلام:

لو أجبنا بصدق على هذه الأسئلة سنستطيع تحديد أسباب المشكلة التي نشعر بها جميعا، الإعلام متهم في نظر الجميع، لأنه في الحقيقة فقد القدرة على أداء وظيفته، فوظائف الاعلام : الإخبار، التعبير عن الآراء المختلفة، التعليم، التوجيه، التثقيف، كلها تحتاج لحرية الوصول للمعلومة ونقلها وإبداء الرأي فيها؟

كيف يقوم الاعلام بوظيفته في الإخبار وهو ممنوع من الوصول للمعلومة ومقيد في نقلها؟

كيف يعبر الاعلام عن الآراء المتنوعة مع فرض رأي واحد عليه؟ كيف يستطيع توصيل رسالة وهو مكمم؟

فقد الاعلام وظيفته فقام بها الجمهور وصار الاعلام تابعًا بدلا من أن يكون قائدًا

وحتى يستطيع الإعلام أن يؤدي دوره لابد من:

1-  عدم خضوع وسائل الإعلام لرقابة سابقة من جانب السلطة حتى في الظروف الاستثنائية كحالات الحرب والطوارئ إلا أضيق الحدود.

2-  تقييد - قدر الإمكان - مجال تدخل المشرع لإصدار تشريعات تجرم ما لا يستلزم صالح المجتمع تجريمه،

3- حق الأفراد والجماعات في إصدار الصحف دون اعتراض السلطة.

4- حرية وسائل الإعلام في استقاء الأنباء ونقلها وحرية الرجوع إلى مصادر المعلومات.

5- حرية التعبير عن الآراء وحق الجمهور في المعرفة.

منى شماخ

أمين الإعلام بالمصري الديمقراطي الاجتماعي

كل الحقوق محفوظة © 2021 - الحزب المصري الديمقراطي الإجتماعي

تطوير وإدارة الموقع: مؤسسة سوا فور لخدمات مواقع الويب وتطبيقات الموبايل.