غير مصنف

  24-06-2025

هوامش علي دفاتر النكسات

١-الهوة الشاسعة بيننا وبين (أعدائنا المتقدمين ) ليست فقط علمية وصناعية و تكنولوجية ولكن أيضا في مجمل طبيعة وتفاعلات المجتمعات هنا وهناك وفي في المؤسسية و العلمية و الانضباط و المسئولية في صنع السياسات واتخاذ القرارات مقابل الفردية والارتجالية والعاطفة أو الحماس والتمني وانعدام المسئولية والمساءلة عندنا

٢- نتيجة لذلك ففي كل حالات المواجهة مع إسرائيل تعجلنا المواجهة دون أن نكون مستعدين بجد. منذ حرب ١٩٤٨ الذي اتسم تفكيرنا فيها بالاستخفاف بقوة الصهاينة والتي اتسم الأداء العربي فيها بالخيانات والتواطؤ ثم تعجل عبد الناصر الصراع علي مستوي الخطاب وعلي مستوي العمليات بداية من العمل الفدائي من غزة حتي الأزمة التي أدت الي حرب وهزيمة ١٩٦٧. وكذلك فعل صدام حسين مع خلاف في التفاصيل ثم جاء الملالي في إيران ورفعوا منذ اليوم الأول شعار الموت لإسرائيل والموت لأمريكا. واعتقدوا أنهم في ظل حصار اقتصادي خانق وعداء من معظم جيرانهم العرب قادرون علي بناء ترسانة من الأسلحة والوكلاء الإقليميين تتصدي إو تهزم إسرائيل والشيطان الأكبر أمريكا

كل ذلك في كل الحالات التي ذكرناها كان ارتجالا أو تفكيرا بالتمني او رهانا علي التخويف او ما يسمي بالبلف. Ploughing وهكذا أيضا فعلت حماس بطوفان الأقصي

٣- بمقارنة حالتنا الشرق اوسطية مثلا مع حالة الصين سوف يندهش الكثيرون أن جميع الزعماء الذين توالوا علي السلطة في بكين الثورية منذ ١٩٤٩ تركوا جزيرة مكاو تحت السيادة البرتغالية وتركوا هونج كونج تحت الحكم البريطاني حتي تسلمتهما دون إطلاق رصاصة واحدة في أواخر القرن الماضي. مع إن موازين القوة كانت في صالحها في الحالتين غالبا ووها ذي بكين تعالج قضية انفصال تايوان بالحكمة والصبر أي بنفس النفس الطويل. ليس فقط لأنها تخشي التفوق الإمريكي ولكن أيضا تجنبا للآثار المدمرة للحرب علي نهضتها الاقتصادية

٤- يمكن أيضا عقد المقارنة نفسها مع سكوت إسبانيا عن تبعية جبل طارق لبريطانيا التي احتلتها منذ مئات السنين وكذلك سكوت المغرب عن تبعية سبتة ومليلة لإسبانيا

٥-في حين لقي جنرالات الأرجنتين هزيمة مخزية عندما احتلوا برعونة مماثلة لما جري عندنا جزر فوكلاند التي يفترض انها جزء من ترابهم الوطني ولكن الخاضعة للسيادة البريطانية

٦- ليست هذه دعوة للتنازل عن الحقوق ولكنها دعوة لإعادة النظر في استراتيجياتنا لاسترجاع تلك الحقوق دون خسارة حقوق إضافية

عبد العظيم حماد

رئيس التحرير الأسبق لصحيفة الأهرام

رئيس مجلس أمناء الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي

كل الحقوق محفوظة © 2021 - الحزب المصري الديمقراطي الإجتماعي

تطوير وإدارة الموقع: مؤسسة سوا فور لخدمات مواقع الويب وتطبيقات الموبايل.