03-10-2024
نحن نمثل وفد دولي في الصين بكلية التنمية و التعاون الدولي و بناء علي ذلك لنقم بربط النقاط المتصلة بين الصين و التعاون الدولي و التعليم خاصة التأهيل القيادي تحت مظلة التنمية المستدامة .
أولا الصين لديها حضارة قديمة و ثقافة مزدهرة تمثل 1.3 مليار إنسان و هي ثاني أكبر اقتصاد في العالم مرشح لأن يصبح الأول وفقا لعدة محللين أبرزهم رئيس مجلس الأمن السابق الدبلوماسي السنغافوري كيشور محبوباني . معجزة اقتصادية اجتماعية انتشلت 900 مليون انسان من تحت خط الفقر بالصين في طريق المساعي نحو مجتمع رغيد علي نحو شامل .
كل هذه الإنجازات لم تكن للتبلور لولا حوكمة الحزب الشيوعي الصيني الذي تأسس في 1921 و تولي السلطة في 1949 و تطور أدائه بعد سياسية الإصلاح و الانفتاح في نهاية 1978 و مطلع 1979 . يضاف إلي ذلك اعتماد الحزب مفهوم التمثيلات الثلاث الذي يسمح بمشاركة القطاع الخاص بالتوافق مع خطط التنمية المركزية و بعد ذلك مفهوم المنظور العلمي للتنمية الذي يتضمن مواجهة التفاوت في التنمية خاصة بين شرق الصين و الغرب و سد فجوات عد المساواة بجانب مواجهة الإشكاليات البيئية المتصلة بالتحديث الصناعي و التنمية العمرانية . أخيرا يأتي الحلم الصيني لإعادة الإحياء للحضارة الصينية . منذ بداية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني تعد عملية التأهيل و التدريب للكادر منهجية استراتيجية في تحسين جودة العضويات و الارتقاء بالحزب ليكون رائد و كفأ في الحكم . في هذا السياق هناك ثلاث محاور متصلة أولا مجال إعداد القادة ، ثانيا عملية إختيار المسئولين التنفيذيين ، ثالثا هيكلة مستقبل البناء الحزبي .
بداية من حيث إعداد القادة فهناك مدرسة الإدارة العامة في بكين ، في 2005 تأسست ثلاث أكاديميات تحت أسم اكاديمية الصين للتعليم التنفيذي و إعداد القادة في بوندنج (شنغهاي) و شينغشان و ينان باسم CELAP، CELAJ،CELAY. يضاف إلي ذلك قيام الحزب بإنشاء مدارس حزبية و إدارية في كل مقاطعة و مدينة و حتي وحدة محلية . في 2016 وفقا لسلسلة منشورة باسم الصين الحديثة مجلد التدريب و التأهيل القيادي في الصين هناك 4500 مدرسة تدريب و تعليم رسمي ، 3100 مدرسة حزبية ، 300 مدرسة إدارة عامة ، 409 مركز إعداد كوادر ، 600 مركز تأهيل مهني كلها تضم 108000 مدرس و مدرب معتمد و عدد خريجين 15 مليون سنويا من كافة البرامج . لضمان جودة التثقيف الرسمي و التأهيل القيادي يعتمد علي نظام مفتوح يسمح بمشاركة مؤسسات التعليم العالي و المؤهلين من الجهات الغير حكومية و أيضا الخبراء في الخارج و ذلك لتجنب تكلس النظام المتصل بإعداد القادة .
ثانيا فيما يتعلق بإختيار المسئولين التنفيذيين. تقوم أمانة التنظيم في الحزب الشيوعي الصيني التي تأسست في 1925 منذ المؤتمر الوطني الرابع باختيار و تعيين الكوادر بدأ من مرحلة الترشيح مرورا بالتحريات وصولا للتعيين و التقييم التالي له بجانب التأهيل و التدريب . الأمانة المركزية المتصلة باللجنة المركزية للحزب تدير الكوادر في مستوي الوزارات و مسئولي المقاطعات بجانب الكوادر الجامعية و المهنية و التخصصات الفنية في شركات القطاع العام . إدارة الكوادر تشمل عدة أليات منها نظام الانتخابات ، نظام التكليف بالتعيين المباشر ، نظام الاختبارات و التنافس ، منها نظام المشاركة عبر نظام التقاعد المؤقت . كل هذا يقوم علي أساس مبدأ النزاهة و الكفاءة مع اعتبار النزاهة كأولوية علي الكفاءة في إطار منظومة ضمان للحد من الفساد و تقييم للجودة السياسية و الأخلاقية للكادر علي كل المستويات من القمة للقاعدة . هناك أدوات تقييم شامل تضم التقييم الديمقراطي و الاستطلاعات للرأي العام و المقابلات الفردية و تحليلات قياس الأثر من حيث قيمة الإنجازات قبل عددها .
ثالثا بالنسبة لمستقبل البناء الحزبي للحزب الشيوعي الصيني حيثية كبيرة من خلال وجوده في السلطة من 1949 بجانب الخبرات السابقة لذلك منذ 1921 بالإضافة إلي نظام التعاون التشاوري المعروف CPCC مشاورات الصين للأحزاب السياسية الثمانية الأخرى تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني كل ذلك في إطار خدمة تعزيز و تماسك البناء الحزبي من خلال المؤتمر العام للحزب و المؤتمر الوطني لجميع الأحزاب . نجاح البناء الحزبي مستقبلا يقوم من واقع تجربة الحزب الشيوعي الصيني علي ثلاث محاور : أولها توحيد أكبر نطاق لخلق جبهة من القوة الداخلية الموحدة و الذي يعد عنصر هام لكثير من الدول النامية لضمان إستقرار أنظمتها السياسية ، ثانيها خلق ألية المصالح و الشبكات الاجتماعية المختلفة من طبقات و تمثيل ثقافي و إثني و شركات عامة و خاصة ، ثالثها إدارة ملفات التمثيل العمالي و النقابي بجانب تنظيمات الشباب و المرأة .
أخيرا للتعاون الدولي عدة محاور متصلة بالتثقيف منها التدريب و التأهيل القيادي و قام المؤتمر 12 للحزب الشيوعي الصيني بصياغة 4 مبادئ للعلاقة مع الأحزاب الشيوعية في البلاد الأخرى ثم توسعت لتشمل كل الأحزاب من كل التوجهات الفكرية مع المؤتمر 13 للحزب و تتمحور هذه المبادئ حول الأتي :
1. إستقلال الأحزاب الأخرى و إحترام طور تطورها وفقا للظروف الوطنية في كل بلد
2. المساواة و تكافأ العلاقات الحزبية الحزبية
3. الاحترام المتبادل بين الأحزاب المتعاونة
4. إعتماد مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للأحزاب الشريكة في برامج التعاون الدولي
تطلع برامج التعاون الدولي الحزبية إلي الأتي :
1. تقوية الحوار السياسي علي المستوي الحزبي خارج إطار العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين مؤسسات الدولة
2. تبادل الخبرات في ملف حوكمة المؤسسات الحزبية و الإدارة العامة لمؤسسات الدولة
3. عقد نقاشات حول التأصيل النظري للمرجعيات الفكرية الحزبية من قبل دائرة العلاقات الخارجية للحزب
عمليا قامت دائرة العلاقات الخارجية بالحزب منذ المؤتمر 11 للحزب ببناء علاقات تعاون مع 400 حزب عالميا من 140 دولة في إطار الدبلوماسية الحزبية .
بناء علي ما تقدم يوصي بتبني مسارات التعاون الأتية بين الجانب المصري و الصيني علي مستوي مؤسسات الدولة و المؤسسات الحزبية :
1. إعتماد مشروع شراكة في مجال إعداد القادة و التدريب التنفيذي بين الإكاديمية الوطنية في مصر NTA و نظيرتها في الصين CELAP
2. إعتماد مشروع شراكة بين مفوضية التنمية و الإصلاح الوطنية NDRC في الصين و معهد التخطيط القومي المصري
3. إعتماد مشروع شراكة بين SAMR هيئة تنظيم السوق و مؤسسات الرقابة علي السوق في مصر مثل حماية المنافسة و الرقابة المالية .
4. إعتماد مشروع شراكة بين إئتلاف إتحادات الشباب للحزب الصيني و التنظيمات الشبابية في الأحزاب المصرية .
5. إعتماد مشروع شراكة بين الحوار الوطني المصري و المؤتمر الصيني للتشاور بين الأحزاب السياسية CPCC
6. دراسة تجربة الصين في تقييم الكوادر التنفيذية علي المستويات الوزارية و المحلية و إدارة قطاع الأعمال العام
7. توئمة المناطق الاقتصادية الخاصة في مصر و الصين خاصة محور تنمية قناة السويس و المنطقة الاقتصادية الخاصة لشنزن .
كل الحقوق محفوظة © 2021 - الحزب المصري الديمقراطي الإجتماعي
تطوير وإدارة الموقع: مؤسسة سوا فور لخدمات مواقع الويب وتطبيقات الموبايل.