مقالات

  24-06-2025

الوقوف مع المعتدي عدوان على الضحايا يستحق العقاب

يتأكد يومًا بعد يوم أن إسرائيل هي القوة الأخطر على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، وأنها مصدر الحروب الطويلة المتقطعة في المنطقة، وأنها التهديد الأول الذي يجب مواجهته، إذا كانت هناك إرادة لإعادة بناء العلاقات بين دول المنطقة، والمنطقة والعالم على أسس التعايش والاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وحل الخلافات بالطرق السلمية.

كل ما تطمح إليه شعوب المنطقة التي تخلفت عن مسيرة التقدم والرخاء في العالم، رغم ثرواتها وموقعها الجيوستراتيجي، هو أن تعيش في سلام وأمان داخل دول ديمقراطية مستقلة ذات سيادة. إسرائيل وحدها، هي الدولة التي تريد أن تفرض هيمنتها بالقوة على المنطقة. الهيمنة هي معنى السلام الإسرائيلي. وهو الشعار الصريح والمكشوف لمصطلح «سلام القوة» الذي يضعه نتنياهو عنوانا لسياسته الإقليمية.

ولتحقيق ذلك تريد إسرائيل أن تحتكر القوة النووية، وألا تملك أي دولة في المنطقة قدرة، ولو ضئيلة، على تهديد هذا الاحتكار. المسألة لا تتعلق بإيران فقط، فقد رأينا الاعتداءات الإسرائيلية على كل من تجرأ على اقتحام مجال التكنولوجيا النووية في العالم العربي، وأدت هذه الاعتداءات إلى شلل البنية الأساسية الناشئة للبحوث النووية في مصر وليبيا وسوريا والعراق، بل إن العداء لأي محاولة لتطوير تكنولوجيا نووية عربية، وصل إلى حد اعتراضها على امتلاك السعودية برنامجا يتضمن تخصيب اليورانيوم محليا!

الدولة الصهيونية، بمقاييس نتنياهو، يجب أن لا تسمح لدولة غيرها في المنطقة أن ترفع رأسها عاليا، أو أن تصبح قادرة على المنافسة، وإذا قبل بعض الحكام العرب بذلك فإن الشعوب العربية لن ترضى، وإذا كان من بينهم من أسقط إرادة الشعوب من معادلة السياسة، فإن عودة هذه الشعوب إلى قلب المعادلة ليس ببعيد.

إسرائيل وليس إيران هي العدو الذي يهدد السلام في الشرق الأوسط والعالم. ونحن نعلم يقينا أن بعض الحكومات العربية تعتقد العكس. هذه الحكومات عليها مراجعة نفسها بالدعوة إلى إخلاء الشرق الأوسط نهائيا من أسلحة الدمار الشامل. إيران لم تمتلك سلاحا نوويا، ولا تسعى لامتلاك واحد، لكن إسرائيل تملك 200 رأس نووي على الأقل، ولديها البنية الأساسية الكاملة للإطلاق والتحكم والوصول إلى الأهداف.

د/إبراهيم نوار

باحث متخصص في العلاقات الاقتصادية والنزاعات الدولية

عضو مجلس أمناء الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي

كل الحقوق محفوظة © 2021 - الحزب المصري الديمقراطي الإجتماعي

تطوير وإدارة الموقع: مؤسسة سوا فور لخدمات مواقع الويب وتطبيقات الموبايل.