مقالات

  05-06-2025

الطبقة المتوسطة ورمانة ميزان التغيير السياسي في مصر

في أقل من ستين يومًا، ينتهي عمل برلمان 2020، ومن المفترض أن تستعد الدولة والأحزاب وراغبي الترشح لانتخابات جديدة لمجلسي النواب والشيوخ. الأكيد،وليس المتوقع، أن يكون نظام القوائم المغلقة هو السائد، يبدو المشهد السياسي وكأنه أُفرغ من مضمونه الحقيقي. فالنظام الحالي للانتخابات ، بآلياته المقيدة، حوَّل العملية الانتخابية إلى مجرد استنساخ لإرادة السلطة، حيث أصبح التملق للسلطة هو الطريق الوحيد للوصول إلى المقاعد التشريعية، خاصة في ظل هيمنة السلطة على تشكيل القوائم و التعيين على نصف البرلمان.

لكن يتبقى لنا النصف الآخر من المقاعد هو للنظام الفردي، الذي يُفترض أن يكون فرصة للمشاركة السياسية الحقيقية. ومع ذلك، فإن العزوف السياسي للطبقة المتوسطة بدرجاتها المختلفة هو ما يسمح باستمرار هذا الوضع المشوّه. هذه الطبقة، التي تمثّل رمانة الميزان في أي تحوّل ديمقراطي، تتنازل عن دورها تحت حجج مختلفة، منها الادعاء بأن الفقراء هم من “يبيعون أصواتهم”، أو أن التغيير مستحيل في ظل الظروف الحالية أو صوتي ليس له قيمة مع افتراض عملية تزوير الأصوات.

الحقيقة أن الطبقة المتوسطة هي القادرة على التأثير الأكبر في المجتمع، فهي الأكثر وعيًا بمن يصلح للتمثيل السياسي، والأقدر على تحريك الرأي العام. لو تحركت هذه الطبقة، لاستطاعت أن تكون طريقًا بين النخب والجماهير، ولأجبرت الأغنياء على احترام إرادتها، وتسهم في توعية الفقراء بحقهم في المشاركة في صنع القرار، لكن استسلامها اليوم، وانسحابها إلى دائرة اللامبالاة، وما يسمى "حزب الكنبة" هو ما يفتح الباب أمام استمرار النظام القائم للانتخابات.

التغيير الحقيقي يبدأ من هذه الطبقة، فإذا أرادت أن يكون لها دور في تشكيل المستقبل السياسي لمصر، لا بد أن تتحرّك وتستعيد وعيها بقدرتها على التغيير. ليست الشماعة هي “الفلوس” أو “الغلابة”أو “التزوير” بل الإرادة والاختيار. وحين تقرر هذه الطبقة أن تكون فاعلة، ستكتشف أن موازين القوى قد بدأت تميل لصالحها، وأن بيدها القدرة على إعادة التوازن إلى الساحة السياسية.

الوقت ليس متأخراً لبدء هذا التحوّل. فبدون صحوة الطبقة المتوسطة، سيظل النصف الفردي من البرلمان مرهونًا بإرادة السلطة أيضًا وسيظل التغيير الحقيقي حلمًا بعيد المنال.

حسام مصطفى
أمين الحزب بمحافظة أسيوط
عضو الهيئة العليا والمكتب السياسي للحزب

الرابط الأصلي للمقال:

https://alhorianews.com/zvxj

كل الحقوق محفوظة © 2021 - الحزب المصري الديمقراطي الإجتماعي

تطوير وإدارة الموقع: مؤسسة سوا فور لخدمات مواقع الويب وتطبيقات الموبايل.