يمثل التراث ركيزة أساسية في تشكيل الهوية الوطنية، سواء في اللغة أو الملبس أو الثقافة والفنون، حتى الحرف والأعمال وأسمائنا المدونة بهويات التعريف الخاصة بنا مثل "مينا وإيزيس"، وأسماء العديد من المدن والمناطق التي نقطن بها ، كـ"منوف وأبيدوس" وغيرها،
كما اننا مازلنا نستخدم العديد من الكلمات والمصطلحات اللغوية المتوارثة عن أجدادنا القدماء مثال كلمة ( أمبو ) التي تعبر عن العطش و(بح) التي تعني انتهى، وغيرها الكثير.

أيضًا الملبس فعلى سبيل المثال كان ومازال (الجلباب) الزي الأوسع انتشارًا بصعيد مصر منذ القدم، ومازالت المرأة في بعض الأماكن بمحافظة الإسكندرية ترتدى الملايات اللف التي تعود للعصر الروماني.

كذلك الأطعمة والمأكولات، فالطبق الأشهر الكشري هو نفسه الكوشير عند المصريين القدماء، والكعك بالأعياد والذي مازال ينقش على شكل قرص الشمس الذي كان يقدم في الأعياد لآمون، والفلافل وهى كلمة قبطية الأصل تعني (ذات الفول الكثير ) وحلوى أم علي التى ترتبط بواقعة شهيرة بالعصر المملوكي وهى (مقتل شجرة الدر).
وفي الرياضة والفنون مازال المصريين بصعيد مصر بالأخص يمارسون التحطيب الموروث من القدماء المصريين وعزف الناى وغيرها من الرياضات والفنون.
وفي فن العمارة ترك لنا الأجداد إرث عظيم ومتنوع ما بين معابد وكنائس ومساجد وقباب هى تحف فنية متقنة كان لها تأثير فى وجدان المعماريين المصريين حتى يومنا هذا ولا زالوا متأثرين بالطرازات المعمارية المختلفة والثرية لمختلف حقب التاريخ المصرى من نقوش وزخارف وأشكال هندسية خاصة الطراز الإسلامي الذي لازال حاضًرا بقوة في إنشاء مقابرنا حتى هذه اللحظة .
التراث المصري يزخر بمزيج من الحكم والأمثال الشعبية العديدة والتى يطول حصرها و جميعها موروث تراثى له أثر كبير في تشكيل الثقافة والهوية الوطنية في وقتنا الحالي.
لذلك فمن الضرورى و المهم الحفاظ على هذا التراث المادي وغير المادي والعمل على تطويره بما يضمن الحفاظ عليه لا القضاء عليه بالهدم والتدمير لما له من أهمية فى تشكيل هويتنا وثقافتنا كمجتمع عريق يتميز بتاريخ ضارب فى القدم ليظل شاهدًا على عظمة المصريين ومصدرًا للفخر على الدوام.

أيمن مدين
أمين جنوب القاهرة
عضو إتحاد الأثريين المصريين